الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الماتادور لتصحيح المسار وتشيلي لتكملة المشوار

يحتضن ملعب «ماراكانا» الأسطوري اليوم مباراة مصيرية تجمع بين إسبانيا حاملة اللقب وتشيلي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لمونديال البرازيل 2014. وتتجه أنظار العالم إلى هذه المواجهة لمعرفة كيف سيكون رد فعل المنتخب الإسباني عقب الهزيمة المذلة التي تلقاها في مستهل حملة الدفاع عن لقبه أمام وصيفه الهولندي (1-5)، الذي ألحق بالإسبان أسوأ هزيمة لهم في كأس العالم منذ عام 1950 حين خسر أمام البرازيل 1-6. وسيكون الخطأ ممنوعاً على رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي في مواجهة المنتخب التشيلي الذي خرج فائزاً من مواجهته الأولى ضد أستراليا (3-1)، لأن أي نتيجة غير الفوز ستعقد مهمة «لا فوريا روخا» كثيراً وتجعله مهدداً بالسير على خطى فرنسا وإيطاليا اللتين ودعتا النهائيات من الدور الأول عامي 2002 و2010 على التوالي، بعد تتويجهما باللقب في النسختين السابقتين (1998 و2006). «لا فوريا روخا» نفض الغبار يأمل المنتخب الإسباني في تكرار سيناريو مونديال جنوب أفريقيا حين خسر في مستهل مشواره أمام سويسرا (صفر-1)، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة زحفه نحو اللقب العالمي الأول الذي توج به على حساب هولندا، بالفوز عليها بهدف سجله أندريس إنييستا في أواخر الشوط الإضافي الثاني. لكن الهزيمة التي منيت بها إسبانيا في بداية مشوارها الأفريقي ليست مماثلة على الإطلاق للإذلال الذي عاشته أمام منتخب «الطواحين»، ما يجعل الجمهور الإسباني متخوفاً من الآثار المعنوية لهذه الهزيمة وذيولها على المباراتين المتبقيتين في الدور الأول لأبطال العالم وأوروبا. وألمح دل بوسكي إلى إمكانية إجراء بعض التعديلات على تشكيلة أبطال العالم في مباراتهم ضد المنتخب التشيلي ونجمه أليكسيس سانشيز، الذي سيواجه العديد من زملائه في برشلونة. وطلب كاسياس «الغفران» بعد المباراة التي قدمها أمام أريين روبن وروبن فان بيرسي ورفاقهما، معتذراً باسم المنتخب وباسمه بشكل خاص، مضيفاً «لم تكن أفضل مبارياتي لأني لم أكن على مستوى المطلوب، ويجب التعامل مع هذا النوع من الأوضاع». وتابع «سان إيكر» الذي يخوض مشاركته الثامنة في بطولة كبرى (كأس العالم وكأس أوروبا)، ولم يحقق أفضل من هذا الإنجاز سوى لاعب واحد هو قائد ألمانيا السابق لوثار ماتيوس الذي شارك في تسع بطولات كبرى، «يجب أن يتعلم المرء كيفية تقبل الانتقادات مثلما سأتلقى بعد هذه الهزيمة، والتفكير بالتمارين للاستعداد للمباراة التالية». وتحولت ليلة كاسياس إلى كابوس على يد الهولنديين الذين حرموه شخصياً تحقيق إنجاز مميز في حال لو صمد دون أن تتلقى شباكه أي هدف حتى الدقيقة 86، لأنه كان سيحطم الرقم القياسي لعدد الدقائق المتتالية التي خاضها دون أن تهتز شباكه، والمسجل باسم الحارس الإيطالي السابق وولتر زينغا الذي خاض 517 دقيقة دون أن تهتز شباكه في كأس العالم 1990 في إيطاليا. ومن المرجح أن يخوض دل بوسكي اللقاء بإبقاء مهاجم أتلتيكو مدريد دييغو كوستا على مقاعد الاحتياط بعد أن بدأ به أساسياً ضد هولندا قبل أن يخرجه في الدقيقة 62 لمصلحة مهاجم تشيلسي الإنجليزي فرناندو توريس الذي اعترف بأن الهزيمة كانت مؤلمة. المفارقة أن النهاية التاريخية لإسبانيا في مونديال جنوب أفريقيا مرت عبر خصمها المقبل تشيلي التي كانت بوابة تأهل «لا فوريا روخا» إلى الدور الثاني بعد أن تواجها معاً في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، في مباراة حاسمة أنهاها أبطال أوروبا لمصلحتهم بهدفين لدافيد فيا (24) وأندريس إنييستا (37)، مقابل هدف للبديل رودريغو ميلار (47). ومن المؤكد أن مهمة إسبانيا لن تكون سهلة في مواجهة رجال المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي، الذي يعول على الخبرة الإسبانية للنجم الكبير أليكسيس سانشيز وإدواردو فارغاس (فالنسيا) والحارس القائد كلاوديو برافو (ريال سوسييداد) وفابيان أوريانا (سلتا فيغو) وفرانسيسكو سيلفا (أوساسونا). ويعول أيضاً على مهارة نجم يوفنتوس الإيطالي أرتورو فيدال الذي لم يكن راضياً بقرار المدرب إخراجه في بداية الشوط الثاني أمام أستراليا من أجل عدم المخاطرة به، لأنه تعافى للتو من عملية جراحية في ركبته. وتحدث سامباولي الذي يأمل تأهل تشيلي إلى الدور الثاني للمرة الثالثة في مشاركاتها الثلاث الأخيرة، وتكرار الإنجاز الذي حققته على أرضها عام 1962 حين حلت ثالثة، عن مواجهة الإسبان في ملعب «ماراكانا» الأسطوري: «إن فكرة مواجهة إسبانيا على ماراكانا تجعل البدن يقشعر». وتابع «لقد خسروا مباراتهم الأولى أمام سويسرا في كأس العالم السابقة، وتلقوا هزيمة قاسية جداً من هولندا، لكني لا أعتقد أن هذه الهزيمة ستحدد مسار المنتخب الإسباني». ويأمل المنتخب التشيلي أن يكرر على أقل تقدير نتيجة مواجهته الأخيرة مع إسبانيا، والتي انتهت بالتعادل 2-2 ودياً في جنيف في العاشر من سبتمبر 2013، علما بأن الطرفين تواجها مرة أخرى على صعيد كأس العالم، إلى جانب النسخة السابقة في جنوب أفريقيا، وكانت في الدور الأول من مونديال 1950 في البرازيل بالذات، وخرجت تشيلي فائزة بهدفين نظيفين، وهذا ما لا يتمناه الإسبان.