الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

شكراً سيف بن زايد

كنت مسرورة بإطلاق حملة #قصوا_علي بأوامر من وزير الداخلية سيف بن زايد للتوعية بمخاطر الإدمان، ولولا أني احتككت كثيراً بالمدمنين لما أدركت حجم هذه المشكلة وأثرها الشنيع على الفرد نفسه وعائلته ومجتمعه وذهاب جزء مهم من أجزاء عجلة تطور هذه البلاد ألا وهي القوى الشابة، هدراً. الحملة جاءت لتلقي الضوء على مشكلة إدمان المخدرات بشكل أساسي، ومن خلال عملي أكثر احتكاكي هو بالمدمنين على الأدوية الطبية المخدرة سواء من الفتيات أو الشباب، وكثيراً ما تبهرني معرفتهم الواسعة بأسماء هذه الأدوية وآثارها الجانبية وأيهم يسبب الإدمان وأيهم يسبب الشعور بالانتشاء دون الإصابة بالإدمان، حتى إني لم أحفظ أسماء الأدوية المخدرة إلا بمساعدة أحد المدمنين الذي أخبرني أنه ما ترك حبة مخدرة إلا وجربها .. وذكر ما يقارب تسعة أنواع حتى وصل إلى الهيرويين! المشكلة أن أغلب المدمنين هم من الشباب، هناك من يدمنها بسبب وجود مرض طبي يستدعي علاجه بمسكنات قوية، ثم ما يلبث أن يألفها ويعتاد عليها ولو طاب الألم، وهناك من ألقى اللوم على رغبته في الهروب من مشاكله العائلية، وآخرون انحدروا من عائلات طيبة ولكن كان أصدقاء السوء لهم بالمرصاد وربما هم الفئة الأكبر. ولا يؤلمني أكثر من أن أرى مدمناً في مثل عمري، أعمل وأنجز أنا في حين يطير هو في عوالم من الضياع لا يعلم أين هو وإلى أين يسير .. تتساقط أوراق حياته حتى يغدو شجرة يابسة لا طائل منها ولا فائدة، في حين أن بإمكانه أن يكون في أماكن ومواقع عظيمة يفيد بها نفسه وعائلته ومجتمعه. لذلك كان من الحكمة إطلاق مثل هذه الحملة، فبالرغم من جهود الدولة الجبارة في القبض على تجار المخدرات وتهريب هذه السموم، وإنشاء مراكز كثيرة لعلاج الإدمان فإن التوعية هي الأهم ودائماً الوقاية خير من العلاج. ومما لفت انتباهي هو ارتداء العاملين في محطات بترول أدنوك لقمصان تحمل هاشتاق الحملة للوصول لفئة الشباب ولفت انتباههم بطريقة ذكية. وفي النهاية بودي لو يتم الاهتمام بمراكز علاج الإدمان والتسهيلات والخدمات المتوفرة بها أكثر والتي تفتقر لوسائل الترفيه غير التلفاز ولا توجد بها صالات رياضية. يستحق التأمل: «شكراً سيف بن زايد» . [email protected]