الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

سميرة الغيص .. تميز في إدارة المتاحف

 ركزت جُل اهتمامها بالتراث البحري والمهن البحرية كالغوص أو الصيد، ما غرس فيها حب الوطن والانتماء إليه. إنها سميرة الغيص أمينة متحف الشارقة البحري، ومن أوائل الكوادر النسائية اللاتي عملن في مجال البحث الأثري في البحر. سعت إلى رفع الوعي بما يختزنه التراث الشعبي من تجارب وشواهد من الماضي كانت بمثابة أساس للحاضر واستشراف للمستقبل. تهتم الغيص بالتعريف بتاريخ الإمارات المادي والشفوي للبحر باعتباره إحدى الركائز الأساسية للحفاظ على التراث والترويج السياحي للدولة. بدأت مسيرتها الأكاديمية من جامعة الغرير في الشارقة، حيث نالت درجة البكالوريوس من هناك، واستكملت تعليمها الأكاديمي بحصولها على درجة الماجستير في الإدارة في جامعة عجمان، وتدرجت في مناصبها المهنية إلى أن تولت إدارة العمل في المتحف البحري في الشارقة. يتميز المتحف البحري الذي تديره الغيص باحتوائه على كم هائل من مفردات التراث المادي الذي يعرض بشكل جلي صيرورة الحياة في الإمارات بشكل عام خلال فترة ما قبل النفط، جاذباً عدداً ليس بالقليل من الزوار يومياً ولا سيما السياح القادمين من الخارج لاستكشاف مفردات الحياة البحرية. رسالة الغيص ورؤيتها في إدارة المتحف تمثلتا في المحافظة على الرصيد القصصي والتراث البحري للشواهد التي تتحدث عن الغوص، مشرفة على تنفيذ خطة تطوير شاملة من حيث الشكل والمضمون لإخراج المتحف بحلة جديدة في منطقة الخان كجزء من التوسع الشامل الذي تحتضنه إدارة المتاحف في الشارقة لجذب أكبر عدد من الزوار إلى الإمارة. أصدرت عدداً من الكتب المتخصصة بالمجال البحري مثل سلسلة ذكريات من زمن البحار التي تسلط فيها الضوء على أهم الشخصيات البحرية الريادية في الإمارات، وما عانوه من عذابات وطرائف في الحياة، لتشكل ذاكرة وضاءة لأبنائهم وحفدتهم من خلال توثيقها وحفظها بالمتحف، ولتوفيرها كمرجع للباحثن وعنواناً للمهتمين. المتحف يعد تذكيراً للأجيال الشابة بريادة أجدادهم في مهنة البحار ألا وهي الغوص، مانحاً الزوار فرصة التعرف إلى المراكب التقليدية الخشبية عن قرب، تلك التي جابت البحار للصيد والتجارة والبحث عن اللؤلؤ، فضلاً عن ملامسة اللؤلؤ الطبيعي الذي كان يجمع من أعماق البحر بأحجام وأوزان مختلفة. اقترنت المبادرات المجتمعية التي حرصت الغيص على تنفيذها بكل أنشطة المتحف كإطلاق برامج التعليم الخاصة للطلاب في المدارس، وبرامج التدريب، فضلاً عن تنفيذها للبرامج البحثية والاجتماعية التي تستهدف تعميق رؤية الفهم والتقدير والاحترام لهوية الشارقة وتراثها الثقافي والبحري محلياً وعالمياً.