الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كفى تأثيراً على فرص الإبداع

لا يدرك الكثير من الناس أن أفعالهم لا تصب في تلبية رغباتهم الحقيقية إنما هي محاولة فاشلة لتطبيق نظريات أملاها عليهم الغير دون وعي، حتى إن كان الذين أملوا هذه الرغبات أو الاقتراحات لا يدركون أنهم يقولون ما لا يؤمنون به. وهنا نرى أهمية أن نفكر في الأفعال التي نقوم بها لإرضاء الآخرين أو نقوم بها كي لا يقول عنا الآخرون ما لا نريد أن نسمعه منهم. مسلسل وثائقي على قناة ديسكفري كان يتحدث عن كيفية أن الدعايات والمسلسلات والأخبار مصممة لمخاطبة عقولنا الباطنة مباشرة، وأنها تقوم بالتأثير على عقولنا الواعية كي تستسلم فتصبح الرسالة أسهل في الترسيخ، وكذلك نحن في المجتمعات نؤثر على الإنسان وكأننا لا نريده أن يخرج من إطار التفكير الجمعي والسائد لأنه بذلك يكون قد خرج من الملة، حتى إن كان تفكيره يعتبر تفكيراً إيجابياً أو أنه يفكر بطموح كبير، فإننا نجد أن غالب من في المجتمع يحارب الخروج عن هذا التفكير الجمعي، حتى لو كان هذا التفكير في أمور شخصية جداً كشراء سيارة مختلفة بسيطة أو ارتداء زي ما مختلف يعتبر من خصوصية الفرد نفسه. إن بناء الفرد هو الأساس في بناء المجتمع وتحفيز الإبداع والطموح والعطاء ينطلق من الفرد وتشجعه المجتمعات، وهنا نحتاج أن نلتفت إلى كيفية تشكل شخصية الفرد في المجتمع خصوصاً المجتمعات المنفتحة على العالم لأن الإنسان الذي لا يشكل شخصية متفردة تثق برأيها وبذاتها لا يمكنه أن يشكل إبداعاً وانطلاقاً خارج الحدود المألوفة. ونحن الآن في هذا العصر أحوج ما نكون إلى تلك الشخصيات القيادية الفذة التي ترسم الطريق للآخرين في المجالات كافة، ولن يتم ذلك إلا من خلال تقوية الفرد وبناء الثقة وتشجيع العطاء أو على الأقل عدم التدخل في شؤون الآخرين وترك أبواب التجريب أمامهم ليخطئوا ويصححوا، فيكتمل بناء التجربة التي قد تثمر ثمرة خارج الأطر المعتادة تنقل الإنسانية إلى عالم جديد من الاكتشافات قد يغير صورة الأشياء ويغير تعاملنا مع الحياة بإبداع أكثر من الذي نظنه الآن إبداعاً في تفكيرنا الجمعي. [email protected]