الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الدراما الكويتية إلى أين؟

الإعلام وما أدرى المجتمعات بالإعلام، مفتاح سحري للأبواب المغلقة: سياسية، رياضية، اقتصادية، فنية، تراثية أو حتى عاطفية. كل الأبواب بلا استثناء. الإعلام الكويتي كان وربما مازال علامة فارقة على مستوى العالم الخليجي والعربي، نقل مخزوناً فكرياً ثرياً وإعلامياً حراً نزيهاً تميز في السابق في الكويت ومصر أيضاً. الإعلام الكويتي سابقاً عرّف العالم بما تمتلكه الكويت الحبيبة من إرث فني ومسرحي وأكاديميات تخصصت في تخريج فنانين مبدعين في جميع التخصصات. إذا رجع بنا التاريخ للوراء قليلاً وتذكرنا كيف جذب الإعلام الكويتي الأنظار إليه من خلال ما كان يقدم من برامج ومسلسلات بقي صداها في آذان وأعين المشاهدين إلى وقتنا الحالي، فمن منكم نسي مسلسل درب الزلق ودرس خصوصي ورقية وسبيجة وإلى أبي وأمي مع التحية وغيرها من المسلسلات التي لا حصر لها، وكان جل مضمونها الابتسامة والتعليم والمواقف الطريفة التي نرددها حتى الآن. مسلسلات كان يغلفها احترام الكلمة والشكل والمضمون ولا تخرج عن سلوك الأدب والاحترام للمشاهد الكريم. في الماضي كان هناك مسلسلات اجتماعية ذات طابع كوميدي دخلت القلوب ببساطتها وبعدها عن التهويل. لكن ما الذي حصل هذه الأيام، الكوميديا مفتعلة ولا تشاهد دراما حقيقية، فالدراما الكويتية الحالية تجارية وتسويقية لمصممات الأزياء وخبيرات التجميل، وهي خرجت لنا بمسلسلات وشخصيات فنية لا تمثل الواقع والمجتمع الكويتي إضافة إلى رداءة النصوص ما جعلها أعمالاً فاشلة، وهنا أستغرب من المنتجين الذين ينفقون على مسلسلات هابطة. والغريب فعلاً أن هذه المسلسلات أصبحت تحمل نفس الفكرة والطابع والمضمون حتى إنها أصابت مجتمعاتنا الخليجية بالكآبة والحزن الكبير بسبب كمية النكد التي تحتويها. كل الروايات التي تخرج في المسلسلات الكويتية لا تعبر عن البيت الكويتي البسيط، وكأن المجتمع الكويتي افتقد الألفة والترابط والطيبة واكتوى بمشاكل السكر والخمر والانحلال الأخلاقي. المصيبة أنها تسلط الضوء على حالات فردية وتعطي الانطباع بأنها حالة عامة وسائدة في المجتمع، وحين تقدم بعض النماذج عن الشباب الكويتي فهي تبالغ فيه إلى درجة كبيرة فليس كل الشباب الكويتيين مستهترين، ولا البنت تتمتع بهذا القدر من الحرية اللامسؤولة، وبتعميم هذه النماذج فإن الدراما الكويتية ترتكب خطأ كبيراً لأنها تعطي انطباعاً غير دقيق عن المجتمع. وما يشوه المجتمع الكويتي يشوه المجتمع الخليجي أيضاً. [email protected]