الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

يونكر يكسب معركة «أوروبا أولاً» وكاميرون أكبر الخاسرين

ازدادت مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد تعيين جان كلود يونكر رئيساً للمفوضية الأوروبية المؤيد لوحدة أوروبا والرافضة للإعفاءات العديدة التي تطالب بها لندن. وشدد رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا بيار موسكوفيسي على أن يونكر «يعرف كل شيء ويعرف الجميع»، فيونكر كان رئيساً لوزراء لوكسمبروغ طيلة 19 عاماً (1995 ـ 2013) وعليه فقد تعرف إلى كل القادة الأوروبيين منذ فرنسوا ميتران وهلموت كول. وعايش يونكر (59 عاماً) التحول الكبير للاتحاد وإخفاق المعاهدة التأسيسية في 2005 وبدء تطبيق معاهدة لشبونة بعد أربعة أعوام، واعتماد العملة الموحدة، ثم أزمة الديون وإنقاذ اليورو، وهي مهمة كرس لها جهوداً كبيرة على رأس مجموعة «يوروغروب». ولد يونكر في التاسع من ديسمبر 1954 في لوكسمبروغ البلد الصغير بين فرنسا وألمانيا وإحدى الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي، ويونكر معتاد على التحالفات مع الاشتراكيين الذين شاركهم في الحكم بشكل شبه دائم، كما أنه أبدى مهارة كبيرة في التفاوض والمساومة. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي شن حملة ضد ترشيح يونكر «رجل من الماضي، لم يترشح لأي منصب ولم ينتخبه أحد»، كما اتهمه بأنه «الشخص غير المناسب» لتولي رئاسة المفوضية الأوروبية. وطيلة أعوام كان يعرف يونكر بحس الفكاهة اللاذع أحياناً وبصراحته المباشرة التي لم يتردد في استخدامها ضد دول كبرى فقد رفض أن تملي فرنسا وألمانيا شروطهما على سائر دول الاتحاد، كما ذكر باريس بضرورة الوفاء بالتزاماتها لجهة العجز وطالب برلين بإبداء تضامن أكبر مع الدول التي تمر بأزمات. ووجه يونكر في يونيو 2005 انتقاداً لاذعاً «للمصالح الخسيسة والدنيئة» التي تخفيها المعارضة البريطانية لمشروع بناء دولة مهيمنة أوروبياً، ويعتبر خطابه هذا أمام البرلمان الأوروبي هجوماً لاذعاً معادياً لبريطانيا. وتزيد المعركة الخاسرة التي شنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضد يونكر من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال لم ينجح كاميرون في مسعاه لإصلاح الاتحاد. وأقر كاميرون المحافظ الذي تعهد بإجراء استفتاء حول انتماء بلاده إلى الاتحاد الأوروبي في 2017 في حال إعادة انتخابه في 2015، بأن إبقاء بلاده ضمن الاتحاد بات أكثر صعوبة. وسارع معارضوه السياسيون إلى التشديد على «الإهانة» التي مُني بها وعلى «عزلته». وأجمعت الأحزاب الرئيسة في بريطانيا على معارضتها ليونكر الذي تعتبر يغالي في تأييده لتوحيد أوروبا. ورأى 43 في المئة من الناخبين البريطانيين أن كاميرون كان محقاً في عرقلة تعيين رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق في مقابل 13 في المئة اعترضوا على موقفه.