2014-06-29
كل عام والأمتان الإسلامية والعربية بلا حروب ولا أزمات، وعسى أن يحل هذا الشهر الفضيل جالباً مع رحماته وبركاته معجزة حقن الدماء، رغم الغضب الذي يجتاح أي إنسان، وليس العربي والمسلم فقط لما يحدث في منطقتنا إلا أن إنقاذ مصر يجعلنا نبتهل شكراً أن إرادة شعب تحققت بخروجه من عنق الزجاجة بعد جحيم عربي عصف بالمنطقة وما يزال .. على أن موسم رمضان الأمة العربية هذا العام مختلف وبمذاق الانتصار وقبول التحدي نسبياً.
يردد الخبراء أن رمضان هذا العام 2014 هو الأقسى على مستوى الطقس. في التفاصيل «تصعد رياح البوارح بدرجات الحرارة في شهر رمضان إلى 48 مئوية في بعض مناطق الدولة، وفقاً لتوقعات القبة السماوية، والشهر الفضيل يتزامن مع الانقلاب الصيفي المحمل برياح البوارح، وترفع درجات الحرارة بفعل الموجات الجافة التي تتكرر ست أو سبع مرات طوال رمضان»، نهار رمضان هذا العام سيكون أطول من نظيره في العام الماضي بفارق دقيقتين، وتصل ساعات الصيام في ذروتها إلى 15 ساعة وثماني دقائق وكل عام عندما يحل الشهر المبارك تزداد ساعات الصيام عن العام الذي قبله، خصوصاً في أوائل أيام الشهر الفضيل.
ترجيح القبة السماوية في الشارقة وصول ارتفاع درجات الحرارة بفعل الموجة الجافة التي تتناوب خلال أيام شهر يوليو لا يلغي استعداد الإمارات، وهناك قوانين لسقف مواعيد العمل ونوعية مواجهة الحر. على سبيل المثال أعلن مركز أبوظبي للسلامة والصحة المهنية «أوشاد» قبل ارتفاع درجات الحرارة إطلاق «حملة الحماية من الحر» بدعم وتكاتف جميع القطاعات المعنية بتطبيق نظام إمارة أبوظبي للسلامة والصحة المهنية، وتفعيلاً لقرار وزارة العمل حظر العمل خلال ساعات الظهيرة، ولتعزيز الوعي لدى أصحاب العمل والمشرفين على العمال لوقاية العمال من الحر، وتجنب تعرضهم للإجهاد الحراري، وبأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة والتركيز على توعية العمال بالمخاطر التي يمكن التعرض لها في حال التعرض لأشعة الشمس واحتمالية تعرضهم للعديد من الأمراض والإصابات المهنية، وربما تؤدي إلى ضربة الشمس والإنهاك الحراري أو حالات إغماء وطفح جلدي.
تحدي وجود شريحة كبيرة جداً من العمال لا يتحدثون اللغة العربية ولا الإنجليزية رفع الاحتياج إلى تفعيل مجالات التطوع، وفي شكل عام ما رصدته من جهود يشير إلى الالتفاف على هذه العقبة بإصدار مواد توعوية مصورة واستخدام مواد تثقيفية تغطي اللغات المختلفة .. الأردو والهندية والباكستانية والصينية والتغالو.
صادق الدعاء لأحوال عالمنا العربي بأن تتحسن، وأهلاً بأقسى رمضان طقساً والصائم مأجور، والخير كثير والتبريد والتكييف لا يخلو منه مكان .. الحر يمكن احتماله في حالة السلام والاستقرار .. وكل رمضان والإمارات بخير.