السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مريم خميس المطروشي .. حصاد الذهب

وقفت كما الجبال الشامخة في مواجهة كل الصعوبات بقوة ونجاعة الأبطال ذوي الموهبة العالية، وبإرداة من لا يعرف مصطلحات اليأس والقنوط التي تزخر بها قواميس الحياة المعاصرة، مسيرة طويلة مليئة بالمكافحة والمنافحة في غمار الحياة حامي الوطيس، وحالفها النصر تلو الآخر لأنها وثقت بقدراتها وإمكاناتها، لم توقفها الإعاقة التي ألمت بها منذ نعومة أظفارها، ولم تؤثر معاناتها البدنية في قوة دفعها في رحلة النجاح رغم أنف الظروف. تجاوزت كل صعب وقهرت كل مستحيل بالعقل الراجح والذكاء الحاد، ثم بالقلب الذي مع كل دقاته المخلصة عزفت أنشودة النجاح والفلاح وحب الوطن، في كل لحظة رفرفت راية الوطن عالية بإنجازها. كانت بدايات مريم خميس محمد المطروشي المولودة في نوفمبر 1986 في إمارة الفجيرة، عندما اكتشفت مشرفة الألعاب الرياضية في مدرسة أم المؤمنين الثانوية في خورفكان، التونسية ليلي الحميدي، قدرات مريم المهولة ولياقتها البدنية العالية في رياضة الجري، فساعدتها على صقل موهبتها وممارسة هذه الرياضة لعامين كاملين من 2006 ـ 2008، ثم تحولت إلى رياضة رمي الرمح على يدي المدربة ليلي. وفي العام 2009 انضمت مريم المطروشي إلى نادي خورفكان لذوي الاحتياجات الخاصة، فأولتها مدربة النادي التونسية أيضاً خولة الزهيلي جل اهتمامها، وأضافت إليها لعبة رمي الجلة، ثم تحولت إلى المدرب المصري نبيل الفحام فأضاف إليها رياضة أخرى هي رمي القرص. صبرت وصابرت على التدريب لمئات الساعات كي تخرج إلى الدنيا قوية العود والعزيمة والإصرار لتحقق الإنجاز تلو الآخر. أبرز إنجازات المطروشي حصولها على ذهبيتين في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى للمعاقين 2008 في الإمارات، وفضية بطولة الألعاب العالمية للشلل والبتر 2009 بالهند، وفضية دورة الألعاب الآسيوية للمعاقين غوانزهو 2010 في الصين، وبرونزية دورة الألعاب العالمية للشلل والبتر في الشارقة 2011، وذهبية بطولة فزاع الدولية لألعاب القوى 2012، وذهبية بطولة التشيك الدولية لألعاب القوى برنو 2012. وأخيراً حصولها على المركز الرابع في منافسة رمي الرمح لفئة 46 أف في مونديال فرنسا لذوي الاحتياجات الخاصة في 2013.