الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«إيداع» .. إبداعات شبابية ترنو إلى سردية أدبية

للفنون والآداب حركيتها وتفاعلاتها، وهو ما يقتضي حاجتها إلى قياسات جديدة يتم التوصل إليها من خلال التجارب الطامحة إلى إحداث قفزات جديدة. «ماذا رأى ذلك الطفل ليبكي دون دموع؟»، «تم إيداع الراتب في حسابك»، الجملة الأولى مختزلة سريعة، والثانية عادية تصلنا عبر الهاتف المتحرك نهاية كل شهر، إلا أنها شكل جديد من كتابة القصة القصيرة جداً تحمل عنوان «إيداع». ووصف الروائي السعودي عبده خال هذا النوع من الكتابة بالمغامرة، ودافع عن مؤلفيها باستماتة لتأسيس أصغر وحدة سردية عرفها التاريخ الأدبي عبر شباب «تويتر» الذين أنتجوا شكلاً إبداعياً جديداً، متخذين مسلك الابتكار والإيجاز للوصول إلى القيمة الدلالية بسرعة تختصر فيها الكلمات. وتختلف القصة القصيرة جداً عن الحكمة أو الأمثال في الجهد المبذول من قبل المبدع، بتكييف النص على قواعد السرد من حيث الزمان والمكان والشخصية، مع القبض على جمرة الإبداع وإيصالها مشتعلة بحمولاتها الدلالية بحسب عبده خال. والقصة القصيرة جداً تحرك الراكد من الأفكار بعمقها وكثافة لغتها، فهناك اختزال يجعل القارئ يغوص إلى أعماق الأعماق، لاسيما في الوقت الذي لم يعد يمتلك المتلقي الوقت الكافي للقراءة. أما الطالبة الجامعية مهيتاب أمجد فذكرت أن العالم السردي الذي يخلقه الكاتب من خلال الجمل القصيرة التي تحمل دلالاتها «المضغوطة» تترك المجال للتأويل للقارئ بما يحمله من مخزون ثقافي وهنا تكمن المتعة. ومن أمثلة النوع الجديد من القصة القصيرة جداً «قطع وعوداً كثيرة إحداها أن يتركها حزينة» .... «استخدمها كمخدر فأدمنها» ... «لم ينجح قط إلا في إحداث علاقة وطيدة مع الفشل» ... «تقلم أظافرها بالمبرد وتطليهما باللون اللؤلؤي .. لكن سرعان ما تطول فتخدش من يهديها قلبه».