الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

شكرًا محاربي الصحراء

لا أعتقد أن هناك منتخباً أحرج الألمان ونال من كبريائهم ومكانتهم الدولية والعالمية، كما حدث في مباراتهم أمام الجزائر في الدور ثمن النهائي لمونديال البرازيل أمس، والتي احتاج فيها أصحاب الماكينات إلى شوطين إضافيين لكي يتمكنوا من عبور الجزائر للدور ربع النهائي ورد اعتبارهم للهزيمة التي تعرضوا لها أمام الجزائر في مونديال إسبانيا قبل 32 عاماً، بعد مواجهة ملحمية استحق فيها محاربو الصحراء كل التقدير والاحترام على ذلك الأداء البطولي الذي قدموه أمام واحد من أهم وأقوى منتخبات العالم، فكلمة شكرًا قليلة في حق المنتخب الجزائري الذي شرف الجماهير العربية والأفريقية في كل أنحاء المعمورة. منذ سنوات طويلة لم يظهر على الساحة الدولية منتخب عربي بهذه الإمكانات وبهذه الروح القتالية التي جعلت من المنتخب الجزائري واحداً من أصعب المنتخبات تعقيداً عند التعامل معها، لأن مصدر قوته ليس في الأسلوب أو الطريقة التي ينتهجها بل في الروح القتالية التي لا يمكن مواجهتها عبر خطة مضادة أو تكتيك فني لأن ذلك من الصعب جداً، خاصة في ظل وجود أحد عشر محارباً في الملعب لا تهمهم الأسماء ولا التاريخ لأن التاريخ في جانبهم ومعهم، ولولا عاملا الحظ والتوفيق اللذان أنهيا مشوار ممثل العرب عند هذه المحطة لذهب (الخضر) لأبعد من مرحلة دور الـ 16، لأنهم في حقيقة الأمر يستحقون أكثر من ذلك. الألمان لم ينسوا خسارتهم من الجزائر في مونديال إسبانيا 82 عندما كانوا في قمة مجدهم بقيادة القيصر بينكنباور، وانتظرت جماهير الماكينات الألمانية 32 عاماً لكي ترد اعتبارها من تلك الخسارة، ومع ذلك فإنها وعلى الرغم من فوز الألمان بهدفين لهدف وهي النتيجة نفسها التي تفوق بها الجزائريون عليهم، عندما التقى المنتخبان في مونديال إسبانيا، إلا أن الألمان لن ينسوا أبداً ما حدث لهم في مواجهة أمس الأول، وستبقى مباراة الجزائر عالقة في أذهان الألمان لسنوات طويلة قادمة، كيف لا وهي التي كادت أن تدفعهم للعودة لديارهم. كلمة أخيرة بخروج الجزائر ونيجيريا أصبح الصراع محتدماً في مونديال البرازيل، بين كرة أمريكيا الجنوبية ونظيرتها الأوربية فقط، ولا عزاء للآخرين.