الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

قمة الدوحة .. آمال مشروعة

آمال كبيرة معقودة على القمة الحالية لأقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدوحة نظراً لطبيعة المرحلة الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة والخليج بصورة خاصة. فقد أكدت الأحداث منذ انطلاق قمة الميلاد في أبوظبي عام 1981 وحتى القمة الخامسة والثلاثين الحالية بالدوحة أن التجربة الخليجية الطويلة أثبتت أنه لا بديل عن التعاون والعمل الجماعي والتنسيق لتحقيق الأهداف، ومواجهة التحديات وأن التضامن ونبذ الخلاف في تلك المرحلة المصيرية هما أساس التقدم وتحقيق الإنجازات التي لا يمكن تحقيقها إلا بالتكتلات السياسية والاقتصادية في ظل عالم لا مكان فيه للكيانات الصغيرة. ومما يعلي من سقف التوقعات والآمال المعقودة على هذه القمة تلك الزيارة المهمة التي قام بها أخيراً الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للدوحة ولقاءاته مع أخيه سمو الشيخ تميم بن حمد أمير قطر والتي أكدت أن باستطاعة دول مجلس التعاون تخطي العقبات ومواجهة العواصف، مع صدق الكلمة وتغليب الحكمة. وفي هذا الإطار يتفق المراقبون على أن تلك الزيارة جاءت ترسيخاً للمصالحة الخليجية ودعماً للعمل الخليجي المشترك وتعزيزاً لوحدته وخدمة مسيرته، وأكدت المباحثات أن الروابط السائدة بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي أقوى وأعمق من كل الاتجاهات السياسية وأن القادة الخليجيين يتعاملون بروح المسؤولية الكاملة لحل أي خلافات طارئة بين دولهم كي يبقى الكيان الخليجي موحداً. ومما يبشر بنجاح هذه القمة ما جاء في البيان الختامي للاجتماع الوزاري بين دول مجلس التعاون واليمن والمغرب والأردن حول الأولويات السياسية لتلك الدول تجاه القضايا المصيرية، خصوصاً القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة وقضايا مكافحة الإرهاب، وضمان استقرار تلك الدول وتكثيف جهود حل الأزمات المشتعلة في كل من سوريا وليبيا والعراق، والرغبة الحقيقية في إثراء التكامل والتعاون الاقتصادي وفقاً لظروف كل دولة وهياكلها الاقتصادية. وفي هذا السياق ليس بغريب أن يعرب عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن ثقته في أن تشكل القمة الخليجية منعطفاً مهماً ونقطة تحول في مسيرة دول مجلس التعاون نحو المستقبل خدمة للمصالح المشتركة، وتطلعه في أن تكون قمة الدوحة فرصة طيبة لتعزيز المنظومة الخليجية. خلاصة القول.. شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ما زالت تنتظر الكثير من قادتها رغم كل ما تحقق لها حتى الآن.  [email protected]