الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قبل الشلل التام!

 تعمل لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم على تنظيم بطولات كأس رئيس الدولة والدرجة الأولى والفئات العمرية، وينحصر عمل اللجنة في إقامة القرعة والتنظيم الروتيني لمثل هذه الأحداث الكروية، لذا طالبت في مقال سابق بضرورة منح هذه المسابقات ما تستحق من اهتمام، خصوصاً دوري الدرجة الأولى الذي أصبح يعاني الأمرين بسبب تحولاته السريعة. فعلى سبيل المثال في موسم 2011 ـ 2012 كان هناك دوري الدرجة الأولى (أ) وآخر (ب)، وكل دوري يضم (8) فرق، وفي موسم 2012 ـ 2013 صار هناك دوري واحد بمشاركة (14) فريقاً، وفي الموسم الذي تلاه نقص فريقاً واحداً وأصبح العدد (13) فريقاً، وفي هذا الموسم 2014 ـ 2015 أصبح دوري الأولى يتكون من (11) فريقاً. لم تستطع لجنة المسابقات ولا اتحاد الكرة ضبط إيقاع هذا الدوري، وأصبحت المتغيرات السريعة فيه مثار تساؤلات كثيرة، وعليه وكما أشرت سابقاً إلى ضرورة استحداث لجنة مستقلة لإدارة هذه المسابقات أو تسليم تنظيمها إلى لجنة دوري المحترفين لتقليص الفجوة بين دوري الخليج العربي ودوري الأولى وهذا أمر حيوي وضروري يخدم الكرة الإماراتية في المستقبل. على اتحاد الكرة بعقوله الحالية أن يدرس فكرة تسليم مسابقاته لجهة أخرى تعمل تحت مظلته مثل لجنة دوري المحترفين، ويتفرغ لخدمة المنتخبات الوطنية، فمسابقة دوري الدرجة الأولى تعاني أمراضاً عدة وستصاب في يوم ما بشلل تام بسبب العمل التقليدي الذي لم يرتق إلى التطورات التي تشهدها اللعبة في جميع بلدان العالم. إن الإبقاء على تنظيم دوري الدرجة الأولى على هذا النحو هو عملية هدر الوقت وقتل المواهب وزرع اليأس في نفوس المشاركين، لذا من الضروري أن يدرس الاتحاد هذا الوضع البائس لهذه المسابقة، والبحث عن حلول مناسبة لأن هذا الأمر يدمر ما تبقى من بناء الماضي، ويجعل مستقبلها غير مرض لعاشقي كرة القدم. ليس من الحكمة أن نتراجع في زمن التقدم، وكل يوم لا بد من اكتساب خبرة جديدة تعيننا على تجويد العمل والإنتاج، وأرى أن تمنح مسابقة دوري الدرجة الأولى مزيداً من الاهتمام، لتكون قريبة من مسابقات المحترفين أو مثلها في كل شيء، وهذا من الصعب تحقيقه في ظل آلية العمل المتبعة حالياً.