الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لوبي المقاولات

مع تفكيرك ببناء منزل الأحلام أو بيت المستقبل تجد الكثير من العوائق المصطنعة والحواجز المتعددة تجعلك أسيراً لغاية هذه العوائق. مساحة الأرض الممنوحة الآن لا تكاد تكون مناسبة لمساحة البناء، والأهم من ذلك تقلب أسعار مواد البناء والتكلفة المالية لقيمة البناء ككل. بالطبع .. كل مخطط لبناء منزل المستقبل يحدد ما يحتاجه ويتوقع حاجته المستقبلية، فتوضع كل المخططات لتقدم للوبي شركات المقاولات التي تقدم أسعاراً تتجاوز بكل تأكيد ما يقدم من قرض حكومي مدعوم، ما يجعل حتمية حذف أو تأجيل بعض المتطلبات أو الرجوع للتمويل البنكي حتمياً .. وهذا أسوأ الحلول في سبيل بناء البيت. الساعي لبناء المنزل عليه بكل جد البحث عن مكتب استشاري يساعده للعثور على مقاول لديه سيرة حسنة في إنجاز العمل بكل أمانة وإخلاص .. وللأسف هم قلة بشهادة كثير من الملاك، وحتى هؤلاء المقاولون أصحاب السيرة الحسنة هم قلة بسبب ضعف الرقابة مع وجود قوانين تنظم العلاقة وحقوق الأطراف. وكأي تجربة شخصية أعمل على إيجاد مقاول يتوافر فيه شيء من الإخلاص بعد أن ظفرت بمكتب تصاميم واستشاري مميز صبر علي أكثر من ثلاث سنوات في التصميم، وتأجيل البدء ببناء بيت هو أكثر المشاريع لديهم تأخيراً وغرابة أيضاً. وللأمانة أجد كل صبر ورفع معنويات من المهندس المشرف وهو الرجل الأول في هذا المكتب، وهو هذا محل تقدير شخصي على الرغم من المدة الزمنية المستهلكة وأوقات العمل التي استهلكت في مشروع شبه متعثر. وفي كل الأحوال عندما ينظر المالك لتفاوت الأسعار المقدمة من قبل المقاولين بمبلغ يزيد على نصف مليون درهم، لا يمكنه فهم طريقة حسب تكاليف البناء من قبلهم على الرغم من وضوح تفاصيل المواد ومساحات البناء، وضمان تدفق الدفعات المالية. هذا الاختلاف غير المنطقي يجعل من الضروري تدخل الجهات المشرفة لمعرفة هذا العبث الجنوني وعدم وضوح العمل للمالك الذي بكل تأكيد يجهل كل التفاصيل، ما يمكن له أن يتعلمه بتجاربه أكثر من مرة. تجربتي ومحاولة البحث عن مقاول مهني وبسعر منطقي ما زال البحث فيها جارياً، لكن الأمر ليس بسهل بسبب لا منطقية لوبي المقاولات الجشع .. مع إدراكي أن من يشرف على هذا العمل قادر على تغيير الأمور وتسييرها .. فمبلغ مليوني درهم لم تعد كافية في قاموس لوبي المقاولات .. وحتى بعض من المكاتب الاستشارية التي تعمل على خلق هذا النظرية .. وحتى في اعتقاد المالك نفسه كي يكون على استعداد لتقبل الأمر.