اليوم العالمي للغة العربية

ما خلفيات الاحتفال؟ ولماذا لا يوجد فيلم وثائقي واحد يبرز جهوداً بذلت لنحتفل غداً باليوم العالمي للغتنا العربية الجميلة؟ وتَقرير الاحتفال في هذا التاريخ، لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، لإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية. واتُّخذت عدة إجراءات، منذ العام 1946 إلى يومنا هذا، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون الأمم ‏المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة للجمهور على أوسع نطاق ممكن. والعربية إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة. وفقاً لموقع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، أكتوبر 2012 بانعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 ديسمبر يوماً عالمياً للغة العربية، واحتفلت اليونسكو في تلك السنة للمرة الأولى بها. وفي أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها سنوياً. الاحتفالية مستحقة لكون اللغة العربية إحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ومن أقدم اللغات السامية، وهي من بين اللغات السبع الأكثر استخداماً في الإنترنت، والأكثر انتشاراً ونمواً متفوقة على الفرنسية والروسية. وأثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون. وأثرت العربية، تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخصوصاً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. وتدرس لغتنا بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الأفريقية المحاذية للوطن العربي. وهي لغة رسمية في الوطن العربي وتشاد وإرتيريا وفلسطين المحتلة. على مستوى الأديان، العربية لغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، وكتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، ولها بالغ الأثر في اللغة والدين والأدب اليهودي. وفقاً للهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، محور احتفالية هذا العام «الحرف العربي» ستمتد أعراس «الخطاطين» و«الحروفيين» خلال هذا الشهر ونأمل مواكبة وسائل الإعلام للمناسبة وتقديم مبادرات تليق بلغتنا الجميلة. [email protected]