السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحياة تتطلب التنوع

البعض منا يتخذ من هموم الحياة عذراً وسبباً للاستكانة والتراجع، بل يجد فيها ما يشبه الطوق المناسب للفرار من مسؤولياته. وينسى أن طبيعة الحياة وخصوصاً في هذا العصر تتطلب معالجة دائمة ومستمرة لكل خلل، لكل مشكلة، لكل عائق، وألا يحدث تسويفاً أو تأجيلاً لها تحت أي بند أو حجة. وبحق نحن نواجه الكثير من المتطلبات التي تتزاحم حتى لا تعلم من أين تبدأ وتتداخل مع بعضها، والمشكلة أنه في بعض الأيام نجد أنفسنا بلا أي شغل أو لا نستطيع حتى التنفس من تكالب الواجبات علينا، ستجد مثل هذا الوضع ماثلاً في مهامنا الوظيفية أو في التزاماتنا الاجتماعية المختلفة. إذن أين هي المشكلة؟ أعتقد أن الخلل يقع في عدم التخطيط وعدم كتابة المهام المطلوب إنجازها، نحن لا ندون أولاً بأول، ولا نضع جدولة بكل مهمة جديدة. ما يحدث لدينا أننا نترك الأمور للذاكرة المزدحمة أصلاً والمهمومة بكثير من التفاصيل، لذا من الطبيعي أن نفقد وننسى ثم نجد أنفسنا وقد زاحمنا علينا المواجع وزدنا من الضغوط. نحن نحتاج لتغيير طريقة تعاطينا وطريقة تعاملنا مع مختلف وظائفنا الحياتية حتى تلك التي فيها ترفيه وتسلية، نحتاج لمراجعة حتى في لقاءاتنا وحواراتنا وجمعتنا ببعض وفي كافة تفاصيل يومنا منذ الصباح الباكر وحتى استيقاظنا. أيام قليلة وسيطل علينا عام جديد، لن أقول يجب مراجعة ما تم إنجازه في العام الماضي، بل أقول إنها فرصة ليضع كل واحد منا خطة يسير عليها، ولنسمه عام التغيير للأفضل، وليكن عاماً من المنجزات والعمل بروح جديدة جميلة متطلعة للغد والمستقبل بتفاؤل وسعادة. لندرس جوانب النقص لدينا وجوانب الخلل، ونجعل العام المقبل هو عام معالجتها. إذا كان مستواك الوظيفي فيه خلل اطلب دورات والتحق بمحاضرات متخصصة واقرأ الكتب التي تفيدك في هذا المجال، وإذا كانت لديك بعض جوانب النقص أو بعض الجوانب في شخصيتك تؤثر على علاقاتك وعلى نظرتك للحياة وكيفية التعامل مع الناس، مثلاً أن تكون عصبياً وسريع الغضب، فاعمل على معالجة هذه العصبية بدورات متخصصة تعلمك كيفية السيطرة على مشاعر النرفزة والانفجار العصبي، وتعلم كيفية الاسترخاء وسعة البال، وإذا كنت تجد نفسك انطوائياً وتميل للعزلة فلا تعزز هذه العادة، بل ادحرها بمزيد من الالتقاء بالناس، ببساطة تذكر دوماً أن الحياة تحتاج للتنوع وتحتاج للتغيير وتحتاج للنظر بتفاؤل، وأيضاً تحتاج للصبر.