الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

2014

ها قد وصلنا إلى الحلقات الأخيرة من عام مملوء بالألوان الحياتية، عام كامل الدسم يحمل حكايات وقصصاً وأخباراً تناولها البشر بشراهة، أحداث رسمت لوحات الحزن والفرح، أمواج عام 2014 كانت متقلبة ومزاجية تضرب شواطئ الحياة وأحياناً تتحرك بتناغم لتصنع لنا ذلك الصوت الهادئ لموج يتغزل في رمال الشاطئ. مسلسل الغموض والقصص المشوقة، تلك الأخبار التي تناولتها جميع المحطات والصحف وصارت حديث الناس، الطائرة الماليزية وما تحمله من أسرار شغلت جميع الناس، وانتشرت بسببها الخزعبلات حول مواضيع خارقة للطبيعة، وأخرى تبحث بين ملفات المؤامرات. كأس العالم بين أيدي الألمان، قطار سريع قوي يحطم كل الحواجز والعقبات، لم يرحم دموع المدرجات بل استمر في صنع فوزه حتى نال هذا الفريق ما توقعه الشارع الرياضي، وحصد النجاح العالمي، وزرع الفرحة والبهجة في قلوب محبيه. ومن بين جمل الضحك والبكاء نتوقف عند محطة صادمة في عام 2014، حينما انتهى فيلم كوميدي عشنا معه طفولتنا، وكبرنا مع هذا الفيلم الذي تميز بصنع الفكاهة لتضربنا الدهشة بنهاية غير متوقعة من بطل عانق اليأس، وتمكنت منه الكآبة، وفي لحظة انقطع نور النجم (روبن ويليمز) الذي غادرنا بعد سنوات الكوميديا بتراجيدية سينمائية سوداء. ولكن إذا مات الأمل عند البعض عاش عند (ملالا) تلك الفتاة التي كانت ضيفة على الموت، حاولت مخلوقات همجية قذرة أن تمزق صفحات حياتها، ولكن لا قوة فوق قدر كتبه القوي العزيز، وتصبح هذه الفتاة أسطورة حقيقية على الرغم من تعليقات الفشلة والسطحيين لها، صنعت لنفسها تاريخاً من رصاصة فاشلة لتكون أصغر من يحصل على جائزة نوبل، وكانت ابنة الـ 17 عاماً هي الصفعة الحقيقية في وجه التطرف. سنة «السيلفي» وحمى التصوير الذاتي، نعم فهذه السنة كانت الميلاد الحقيقي لهذه المفردة وهي موجودة منذ زمن بعيد وتحديداً سنة 1839 ولكن نرى أن 2014 هي الميلاد الحقيقي لهذه الظاهرة التي أغرقتنا بصور منوعة في جميع وسائل الاتصال الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي. امتزج هذا العام بدماء الأبرياء وألوان الأفراح، سجل لنا القادمون والمغادرون على أمل أن ينتهي بحب وسلام.