2014-12-29
يبذل قصارى جهدة لتخفيف آلام المرضى، ويحظى باحترام ومحبة زملائه ورؤسائه ومرؤوسيه على حد سواء بفضل تواضعه، وابتسامته التي لا تفارق محياه. إنه مسؤول أقسام الجراحة ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى الشيخ خليفة العام ـ أم القيوين الدكتور عبدالقادر الزرعوني.
وأوضح في حوار مع «الرؤية» أن القسم يخطط لإنشاء مركز لزراعة الكلى في المستشفى ويُؤمل إنجازه في السنوات الخمس المقبلة، نظراً لتزايد حالات الفشل الكلوي كونه إحدى مضاعفات مرض السكري، وارتفاع الطلب على عمليات الزراعة.
ووفق الزرعوني، تتضمن الخطط المستقبلية إنشاء مركز للإخصاب، للتعامل مع حالات العقم لدى الرجال والنساء، ولا سيما مع تزايد الحاجة إلى العلاج بواسطة التلقيح الصناعي، وتخفيف أعباء السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
وأفاد بأن القسم سيُعزز أجهزته منتصف العام المقبل بروبوت آلي هو الأحدث من نوعه للتعامل مع حالات الحصوات الصعبة. ويعد هذا الروبوت الوحيد ليس في الإمارات فقط، بل في المنطقة أيضاً.
ويعتزم القسم إرسال أطباء وفنيين لديه لحضور المؤتمرات المحلية والدولية لتقديم الأفضل والأحدث للمرضى، ويخطط لتنظيم لقاءات علمية وورش تدريبية بدعم من المراكز المتخصصة في الوطن العربي وأوروبا.
وأبان الزرعوني أن عدد الحالات التي تُراجع القسم حالياً يشهد زيادة مطردة، مشيراً إلى أن المتوسط الشهري لعدد المراجعين سجل 319 مريضاً بزيادة 13 في المئة.
وأضاف أن الحالات الأكثر تردداً إلى القسم تكون لرجال متوسطي الأعمار يعانون صعوبة أو تقطعاً في البول، نتيجة تضخم البروستاتا المصاحب للتقدم في السن، يليها حالات الحصوات، والتهابات المجاري البولية لدى النساء.
وتاليا نص الحوار:
÷ ما خططكم المستقبلية لتطوير قسم المسالك البولية؟
- تتضمن الخطط المستقبلية لقسم المسالك البولية إنشاء مركز لزراعة الكلى في المستشفى، ويؤمل إنجازه في السنوات الخمس المقبلة، نظراً لتزايد حالات الفشل الكلوي بصورة عامة كونها إحدى مضاعفات مرض السكري، ما يزيد الطلب على هذه الخدمة.
وتساعد الإمكانات المادية والفنية والتقنية المتوفرة في الدولة على تحقيق هذا الهدف في المرحلة اللاحقة، ولكن ذلك بلا شك بحاجة إلى دراسات مستفيضة من جميع الجهات والتخصصات ذات العلاقة.
وتشمل التطلعات والطموحات كذلك إنشاء مركز للإخصاب، للتعامل مع حالات العقم والإسهام في إرجاع البسمة إلى كثير من الأزواج، فضلاً عن تزايد الحاجة إلى العلاج بواسطة التلقيح الصناعي.
ويعتزم القسم إرسال أطباء وفنيين لديه لحضور المؤتمرات المتعلقة باختصاصه داخل الدولة وخارجها، للاطلاع على التطورات المتسارعة في هذا المجال وتقديم الأفضل والأحدث للمرضى.
ويخطط القسم العام المقبل لتنظيم لقاءات علمية وورش تدريبية داخل المستشفى وخارجه لإثراء خبرات منسوبيه، بالتعاون مع أطباء المسالك البولية في الدولة وبدعم من المراكز المتخصصة في الوطن العربي وأوروبا.
÷ هل تنوون تزويد القسم بأجهزة حديثة؟
- يخطط القسم لتعزيز أجهزته بروبوت آلي هو الأحدث من نوعه للتعامل مع حالات الحصوات الصعبة. ومن المقرر أن يدخل العمل منتصف العام المقبل، ويعد هذا الروبوت الوحيد ليس في الإمارات فقط، بل في المنطقة أيضاً.
ويساعد الروبوت الآلي على التعامل مع حصوات الكلية، ويقلل من تعرض كل من المريض والطبيب للأشعة، ويسهم في التخلص من الحصوات بشكل أسرع وأفضل بنسبة كبيرة، بما يجعل من القسم علامة مميزة ومركزاً مرجعياً في مجال اختصاصه على مستوى الدولة.
وتقدم القسم بطلب إلى إدارة المستشفى لإمداده بأجهزة أخرى متطورة، وزيادة الأطباء والفنيين لمواكبة الزيادة المطردة في عدد المراجعين من جميع الأعمار، وتقديم خدمات متميزة لهم، وتغطية جميع فروع تخصص المسالك البولية.
وتوجد لدينا حالياً أحدث أجهزة تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية، ومناظير بالغة التقنية للتعامل مع حالات الحصوات والأورام، فضلاً عن جهازي ليزر لعلاج البروستاتا وغير ذلك من الأجهزة.
÷ كم عدد العمليات والمرضى الذين يستقبلهم القسم حالياً؟
- يشهد عدد الحالات التي تُراجع القسم زيادة مطردة، نظراً للسمعة الطيبة والإمكانيات الكبيرة المتوفرة لديه من كوادر طبية وأجهزة حديثة. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الزيادة الشهرية في عدد المراجعين بلغت 13 في المئة بمتوسط شهري 319 مريضاً.
وسجل عدد العمليات الجراحية التي أجريت في القسم منذ بدء العام الجاري حتى الآن 26 عملية ما بين متوسطة وكبيرة. ويتوافد إلى القسم العديد من المرضى والمراجعين ليس من أم القيوين فقط، بل من بقية المناطق الأخرى كرأس الخيمة وعجمان والفجيرة والشارقة ودبي وحتى العين.
وتجرى الاستشارات والفحوصات للمراجعين الذين يحضرون وفق مواعيد مسبقة في أوقات قياسية مقارنة بعيادات في مستشفيات أخرى، فيما يسعى القسم لاستكمال فحوصات المرضى الذين يأتون إليه دون مواعيد مسبقة في اليوم نفسه.
÷ كيف تقيمون عملكم في الفترة الماضية؟
- تقع مهمة التقييم على عاتق المراجعين أنفسهم، وأما من وجهة نظر الإدارة فالعمل الطبي في القسم يمضي بشكل جيد من ناحية عدد الحالات وأنواعها ورضا المراجعين، ونطمح إلى تذليل الصعوبات والعقبات وتعاون الجميع للوصول إلى المركز الأول في الأداء والكفاءة.
÷ ما أكثر الفئات العمرية تردداً إلى القسم؟ وما أبرز الحالات؟
- يزور القسم مرضى ومراجعون من كل الفئات العمرية: النساء والرجال والأطفال، لكن الأكثر تردداً إلى القسم هم الرجال متوسطو الأعمار الذين يعانون صعوبة أو تقطعاً في التبول، وذلك نتيجة تضخم البروستاتا المصاحب لتقدم العمر.
أما النساء فتتمثل أمراضهن بالتهابات المجاري البولية، ومضاعفاتها. فيما يُعد التبول اللاإرادي من المشكلات المرضية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، وتتنوع بقية الحالات لكل الفئات العمرية بين الحصوات والأورام وغيرهما.
÷ كيف تصنف الحالات الجراحية؟
- تصنف الحالات الجراحية بحسب الفئات العمرية ونوعها إلى بسيطة ومتوسطة وكبيرة. وتمثل الحصوات في الجهاز البولي نسبة كبيرة من حالات المراجعين البالغين، ويجري تشخيصها بالمناظير الكلية.
ويعالج القسم حصوات الحالب بتفتيتها بواسطة الليزر، ومن ثم وضع دعامة الحالب لمنع أي انسدادات جديدة، وتجرى هذه العمليات تحت تخدير نصفي أو كلي، ويتدخل القسم جراحياً لتوسيع الضيق في عنق الحالب العلوي الموصل للكلية لدى الرجال والنساء والأطفال.
ومن الحالات الأخرى التي ترد إلى المستشفى تضيق فتحة الإحليل، فضلاً عن الخصية المهاجرة لدى الأطفال، ويسعى الأطباء في هذه الحالة لإرجاع الخصية إلى مكانها الطبيعي، وتثبيتها بكيس الصفن، في عملية بسيطة يمكن للمريض مغادرة المستشفى في اليوم التالي لها.
أما تضخم غدة البروستاتا الحميد لدى الرجال فيُتعامل معه غالباً بجرفه أو جرف معظمه بواسطة المنظار، وفي بعض الأحيان يمكن اللجوء إلى استخدام الليزر طبقاً لحالة المريض والأمور المسببة للمرض.
÷ ما العمليات الأكثر شيوعاً التي يجريها القسم؟
- تشمل العمليات التي يجريها القسم عملية زراعة الأعضاء التعويضية في الإحليل لمعالجة حالات الضعف الجنسي لدى الرجال، التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، وعمليات إزالة أورام المثانة بواسطة المنظار، والتي سجلت زيادة ملحوظة بمختلف درجاتها وأنواعها لدى الرجال والنساء.
وهناك عمليات القسطرة البولية لعلاج حالات معينة من سرطانات المثانة بوضع مادة كيماوية فيها وفق جدول مخصص لذلك، ومن ثم متابعة الخطوات التالية للعلاج.
ويُجري القسم العديد من عمليات الختان للأطفال الحديثي الولادة وغير الحديثي الولادة، أما الأطفال الذين يُولدون في المستشفى فيكون ختانهم في اليوم التالي من الولادة، وتستغرق العملية عشر دقائق تقريباً تحت تخدير موضعي، ويفضل ختان الأطفال فوق ثلاثة أشهر تحت تخدير عام لمضاعفاته على نفسية الطفل.
÷ هل لديكم وسائل للتوعية بمخاطر أمراض المسالك البولية؟
- يولي قسم المسالك البولية في المستشفى توعية وتثقيف المرضى اهتماماً كبيراً، وتوضح البروشورات والمنشورات الطبية أبرز الحالات المرضية للمراجعين وطرق الوقاية منها، ويُعدها القسم بالتعاون مع قسم الجودة بلغة سهلة وميسرة.
ويضطلع الطاقم الطبي بمهمة التوعية التي تعد أحد واجباته، إذ يشرح الطبيب للمريض حالته بحسب لغته بأسلوب بسيط، يستطيع الشخص العادي أن يستوعبه، ويقدم له كتيبات توعوية ومشاهد فيديو توضح الحالة.
وينظم القسم بالتعاون مع إدارة المستشفى حملات سنوية للتوعية بأمراض المسالك البولية، ولا سيما البروستاتا، وستركز الحملات المستقبلية على التهابات المجاري البولية والسلس البولي لدى النساء، والتبول اللاإرادي لدى الأطفال، إلى جانب أعراض ومضاعفات حصوات المسالك البولية وطرق الوقاية منها.
وزُودت أماكن انتظار المراجعين داخل القسم بشاشات لعرض المواد العلمية الخاصة بأمراض المسالك البولية بالصوت والصورة، لتمكين المرضى من الاستفادة منها أثناء انتظارهم، واستغلال وقتهم في اكتساب معلومات طبية وثقافية جديدة.
سيرة ومسار
ولد عبدالقادر الزرعوني في الشارقة عام 1966، وهو أحد خريجي الدفعة الأولى في كلية الطب والعلوم الصحية ـ جامعة الإمارات في العين 1993 ـ 1994، وحصل على البورد الألماني والبورد الأوروبي في المسالك البولية عام 2003.
يعد أحد الكوادر الوطنية التي آمنت بقيم العلم والمعرفة لخدمة وطنها، ويحرص على توفير العلاج المناسب لجميع المرضى وفق أفضل الظروف وبأقل تكلفة.
شارك الزرعوني في إعداد وتجهيز أنشطة أسهمت في زيادة وعي الناس بأخطار وأسباب وعلاج أمراض المسالك البولية المنتشرة في الإمارات بنسب أعلى من معدلاتها العالمية، وعمل في القوات المسلحة عقيداً طبيباً، ورئيس أقسام الجراحة في مستشفى زايد العسكري سابقاً.
نبذة
يضم قسم المسالك البولية خمسة أسرة، وتتوفر فيه أرقى الأجهزة الطبية والعلاجية، ويقدم خدماته للبالغين من الرجال والنساء، إضافة إلى الأطفال.
ويمثل القسم نقلة نوعية في تقديم أفضل الخدمات العلاجية والطبية للمراجعين، ويتوفر فيه ثلاثة أطباء واستشاريان وستة ممرضين فضلاً عن اختصاصي.
وبدأ العمل بقسم المسالك البولية في مستشفى الشيخ خليفة العام ـ أم القيوين العام الماضي، وأشرف على تدشين المستشفى صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.