الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

عدم انتظام دقات القلب (1)

عندما يصاب شخص رشيق، وسليم، ورياضي بجلطة دماغيّة قد تبدو عشوائية، يعود السبب على الأرجح إلى عدم انتظام دقات قلبه، يُعرَف باسم الرجفان الأذيني. وهذا بالتحديد ما حلّ بباميلا بولن من نيويورك، عندما كان عمرها 67 عاماً. وهي روت أنها وقعت أرضاً في منزلها خلال السنة الماضية، وقد حالفها الحظ أن زوجها جاك سمعها وهي تقع، وطلب سيارة الإسعاف، ما سمح باصطحابها، في ظرف دقائق، إلى مستشفى ميثوديست في نيويورك، وقد أُخضِعَت هناك لعلاج بمنشط البلاسمينوجين النسيجي، الذي سمح بإذابة التخثّر الذي كان يسدّ دورتها الدموية في الدماغ. وبالتالي، سمح لها العلاج بتجنّب إعاقة دائمة. وروت بولن في مقابلة: «كنت أعاني ارتفاعاً في ضغط الدم، ولكنّه كان خاضعاً للسيطرة بمساعدة الأدوية، علماً بأنني لم أسمع بالرجفان الأذيني إلى أن أصبت بجلطة». ومن أعراض الرجفان الأذيني أنّه يبطّئ الدفق الدموي القادم من القلب، وهو السبب المحتمل للتخثّر الذي تسبب لبولن بجلطة في الدماغ. ويصيب الرجفان الأذيني نحو ثلاثة ملايين أمريكي، وفي سياقه، يصدر عدد كبير من الإشارات الكهربائية غير المنتظمة، التي تتسبب في انكماش سريع للحجيرات العلوية للقلب، المعروفة بالأذينات، فلا يكون عمل هذه الأخيرة منسّقاً كالمعتاد. إلى ذلك، تُرسَل إشارات مضلّلة إلى البطينات، وهي الحجيرات السفلية التي تنقل الدم إلى الرئتين وإلى ما تبقّى من الجسم، علماً بأنّ الأشخاص المصابين بخلل الرجفان معرّضون أكثر من غيرهم بكثير لخطر الجلطة، ويتطلب معظمهم علاجاً وقائياً يحميهم من تداعيات قد تقوّض حياتهم أو حتّى تودي بها في بعض الأوقات. وفي هذا السياق، قال الدكتور كريستيان تي راف المتخصص بأمراض القلب في بريغهام وفي مستشفى النساء في بوسطن، والذي يدرس علاجات جديدة لخلل الرجفان: «إنّ كل جلطة من أصل خمس أو ست تعزى إلى الرجفان الأذيني، وفي حالات كثيرة، لا يكون عدم انتظام دقات القلب قد رُصِد قبل الجلطة». وقد يتجلى الرجفان الأذيني في تخطيط القلب. ولكن بما أن دقات القلب قد لا تكون مختلّة على الدوام، يضطر الأشخاص المحتملة إصابتهم إلى وضع جهاز «هولتر» لمراقبة تخطيط القلب على امتداد أيام أو أسابيع كي يحصلوا على تشخيص مؤكد، مع الإشارة إلى أن هذا الجهاز المحمول الصغير يكون موصولاً بإلكترودات، ويسجل وتيرة دقات القلب، ثمّ يرسل البيانات التي سجّلها إلى طبيب أو شركة بهدف معاينتها.