الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الريادة الإنسانية للإمارات

طالما كانت دولة الإمارات عنواناً للخير والعطاء في مجال العمل الإنساني، على المستوى العربي والإسلامي والدولي، فنجدها سباقة في مد يد العون في كل القضايا ذات البعد الإنساني الأمر الذي أكسبها الاحترام والتقدير العميق على المستوى العالمي، ومما لا شك فيه أن هذا الدور الإنساني لدولة الإمارات ليس بجديد عليها، فهو توجّه راسخ في سياستها الخارجية منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وقد استمر وتطور في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، من منطلق حرصها على مد جسور التواصل الإنساني مع كافة الشعوب. ودولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة ستظل وفية للمبادئ والثوابت التي أرساها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد، والتي قامت عليها سياسة الدولة الخارجية وفي مقدمتها إغاثة المنكوبين ونجدة المحرومين ومد يد العون والبذل والعطاء لجميع بني البشر على مختلف أجناسهم وأعراقهم في شتى أصقاع الأرض، من خلال تكاتف جهود أعمال الهيئات والمنظمات الإغاثية والإنسانية والخيرية في الدولة، وفي مقدمتها هيئة الهلال الأحمر، إلى جانب عطاءات أهل الخير التي منحت الأمل لشعوب كثيرة ترزح تحت وطأة الحرمان والعوز والحاجة، مما جسد حب الخير لدى المواطنين والمقيمين في الدولة لمؤازرة المتضررين وإغاثة المنكوبين. لذلك استحقت دولة الإمارات الفوز بمرتبة أكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية في العالم، قياساً على حجم مساعداتها الإنمائية الرسمية الخارجية كنسبة من الدخل القومي الإجمالي، وهو الإنجاز التاريخي الذي لم تحققه أي دولة عضو باللجنة منذ 50 عاماً، من خلال تخطي مساعداتها للنسبة المستهدفة من قبل الأمم المتحدة، كما أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة أن «دولة الإمارات العربية المتحدة أسهمت منذ تأسيسها في العام 1971 في دعم جهود التنمية الدولية المستدامة والاستجابة الإنسانية للكوارث والأزمات التي تحدث في كافة بقاع العالم، استناداً إلى فلسفة إنسانية أعلت من شأنها قيادتها الحكيمة، ورسخت إسهامات دولة الإمارات طوال العقود الماضية في محافل التنمية الدولية، وتأمين حياة الملايين من البشر، وتوطيد مرتكزات السلم والأمن العالميين، وخلق فرص أفضل ومستقبل مشرق لشعوب الدول النامية». وجدير بالذكر أن الإمارات قد وجهت مساعدات إنمائية رسمية بقيمة 84 .19 مليار درهم إماراتي عن العام 2013 بما نسبته 34 .1 في المئة كنسبة من دخلها القومي الإجمالي، في سابقة هي الأولى من نوعها على صعيد مساعدات الدول الأعضاء المانحة باللجنة، وجهود دولة الإمارات لتعزيز ودفع مسيرة التنمية الدولية. وهذا الإنجاز ما هو إلا نتيجة طبيعية لغرس زايد الخير، رحمه الله، الذي كرس حياته لخدمة المحتاجين وتوطيد مبادئ الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب، وهو النهج ذاته الذي تسير عليه قيادة الإمارات الرشيدة حفظها الله. [email protected]