الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المجالس الرياضية والهيئة

منذ صدر قرار إنشاء المجالس الرياضية قبل سنوات والمنظومة الرياضية في الإمارات التي أنشئت فيها المجالس تذهب بطريقة احترافية ومنظمة في أغلب الجوانب بشكل مرضٍ جداً. استراتيجية محددة الأهداف إدارياً وفنياً، وميزانية لم توضع لصرفها على الأنشطة المختلفة فقط كأمر روتيني، وإنما وضعت لأهداف مطلوب تحقيقها لمختلف الألعاب، ودعم الرياضة المجتمعية، وخلق بيئة رياضية شاملة تشمل جميع شرائح المجتمع في الإمارة عبر برامج ومسابقات وصلت إلى المسابقات الرياضية المتعلقة بالحارات. وكل ذلك سيعود بلا شك على مجتمع ينبض بالحياة الصحية السليمة. إن ما يثلج الصدر فعلاً أن هذه المجالس قامت بقيادات وكوادر مواطنة امتزجت فيها الخبرة والشباب، وأنتجت أفكاراً وبطولات خلاقة ومميزة جداً، مما يؤكد أن المؤهلات والكفاءات الإماراتية متى وجدت الفرصة والدعم والتشجيع بالتأكيد ستبدع، وستحاول أن تؤكد أنها تملك من الأفكار والتميز ما يؤهلها لأخذ المسؤولية بكل إخلاص وثقة، وابن الإمارات على قدر المسؤولية حيث وجد. إن إنشاء المجالس الرياضية يهدف إلى توفير البيئة والمناخ الملائمين للاعبين لتحقيق الإنجازات، وذلك ربما يكون أهم أهداف المجالس، لأن أي إنجاز لأي رياضي في أي إمارة سيعود صداه واسعاً في أرجاء الدولة كلها. بالمقابل، نأسف لحال الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، لن نقول إنها لا تقوم بما يجب عليها فعله، وإنما نرى أن الساحة الرياضية ترى أنها أصبحت روتينية وتقوم بدور لا ترى فيه إبداعاً أو تميزاً، بل أصبحت محل انتقاد دائم من الوسط الرياضي. بصراحة لا أعرف ما المشكلة التي تجعلها دائماً محل انتقاد من أغلب الأندية والاتحادات الرياضية، هل هي مالية أو إدارية أو ماذا .. بصراحة الأمر بالنسبة لي يصعب تفسيره. هيئة الشباب والرياضة لم ولن تنقصها الكفاءات المطلوبة، نعم سمعنا وقرأنا كثيراً من الخطط الاستراتيجية التي تعلن عنها الهيئة بين الحين والآخر، ولكن في الواقع لا يوجد شيء، فشل يتبعه فشل في كثير من الاتحادات الجماعية والفردية وفي مختلف البطولات الإقليمية والدولية، ونقرأ بأن الهيئة ستحاسب المسؤولين، ولا نرى سوى السبات الشتوي كالعادة. ربما يقول قائل إن أكبر معوق لعمل الهيئة هو الجانب المالي. لو فرضنا ذلك، فيجب وضع استراتيجية واضحة المعالم لنهضة القطاع الرياضي بشكل عام ووضع الميزانية المطلوبة، ومن ثم عرضها على ولاة الأمر، فليس لدي شك في أن قادتنا عندما يرون خطة واضحة المعالم والأهداف لن يترددوا في دعمها بكل السبل. [email protected]