السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

القانون الطبيعي والقانون البشري

مشكلة البعض أنه يريد أن تسير الحياة معه بوتيرة واحدة جميعها نجاح وتقدم، ولا يرضى بأي إخفاق أو حتى فشل، بل بعضنا يذهب لأبعد من هذا عندما يعتبر أن هذه المحطة هي الأخيرة في مسيرة حياته وأقصد عندما يخفق في أي مشروع، وبطبيعة الحال فإن هذا التفكير كارثي وغير سليم وغير صحي. وهناك البعض أكثر كارثية في النظر نحو الأمور الحياتية عندما يعمل بشكل متواضع أو يدرس بشكل سطحي وينتظر تحصيلاً عالياً أو نتيجة أكبر مما قدم، وعندما تأتي هذه النتيجة متواضعة يحبط ويغضب ويزعل، وقد يسبب لنفسه الانهيار، ولو أمعن التفكير بوضعه ونظر نظرة إنصاف لوجد أنه لم يحصد إلا ما زرع. لكن مع الأسف، فالأمور في هذا المضمار لا تسير بمثل هذه الإيجابية عند البعض، إذ إنهم يريدون أن تحدث خوارق للعادة وتجاوز للقانون الطبيعي والبشري، وأقصد بالقانون الطبيعي أن نتيجة الزرع هي دوماً الحصاد، فلا تحتاج برهنة هذا القانون أي شرح وتعليل، بالأمس زرعت واليوم تحصد ما زرعته، هكذا ببساطة، أما القانون البشري فهو يحاول تنظيم العدالة بين الناس بألا يأخذ أي إنسان إلا ما يستحقه ووفق عمله وما ينتجه. لكننا نعلم جميعاً أن هناك تجاوزات مريرة وعديدة تحدث فهناك من يتقلد منصباً وظيفياً لا يستحقه، وهناك من يحصل على درجة عالية وهو لم يجب إجابة تخوله الحصول على هذه الدرجة. هذا واقع في حياتنا، وهي ممارسات تجلب الإحباط للبعض، لكننا ندرك أن مثل هذه الأمور تحدث في كل مجتمع وفي كل زمان ومكان، لذا يجب أن يكون سلاحنا المعرفة والعلم، فكلما تقدمت علومنا كنّا على درجة أفضل وأعلى. المحبطون الذين شرعوا أبواب قلوبهم وعقولهم لكل صوت ولكل كلمة هؤلاء سيتعبون جداً وهم يقومون بإضافة أعباء ذهنية ونفسية على كواهلهم، هؤلاء لم يتسلحوا بالقناعة والجد والعمل من أجل فائدة الآخرين وخدمة أوطانهم، وبطبيعة الحال لا أقول أن يفرط الإنسان في حقوقه من أجل مثاليات لا قيمة لها أو لا أساس لها في الواقع، لكنني أقول بجعل فاصل قوي بين الإحباط الذي قد يسبب انهياراً لحياتنا وبين المنجز الذي نقدمه وعملنا الذي نقوم به يومياً، فلا نسمح بأن يطغى هذا الإحباط على كواهلنا وحياتنا، لأننا بمجرد أن نرخي السمع ونبدأ المقارنة وعدم الرضا فنحن نحكم على حياتنا باليأس وتصبح منجزاتنا لا قيمة لها.