الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

20 كرة 1992 .. 80 مليون يورو 2014

النجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا من أغلى اللاعبين في العالم، لكن ابن روزاريو لم يكلف فريق بدايته سوى 20 كرة في سيرة تعكس كيف بإمكان هذه اللعبة أن تغير حياة الناس وتنتشلهم من الفقر المدقع. ومع اقتراب موعد انطلاق «كوبا أمريكا» المقررة في تشيلي من 11 يونيو إلى الرابع من يوليو المقبلين، تتحضر أمريكا الجنوبية لعودة الكثير من اللاعبين الذين عاشوا حياة كروية مشابهة لتلك التي اختبرها دي ماريا. صرح مارسيلو بافون مدرب إل توريتو «لم يكن الوضع مشابهاً لانتقاله لريال مدريد أو مانشستر يونايتد، بعنا دي ماريا مقابل 20 كرة لروزاريو سنترال، وإل توريتو هو الفريق الذي بدأ فيه نجم مانشستر يونايتد الحالي مشواره الكروي قبل الانتقال إلى روزاريو سنترال عام 1992 حين كان في السابعة من عمره». أمضى دي ماريا أكثر من عقد من الزمن مع الفرق العمرية لروزاريو سنترال قبل أن يتم ترفيعه إلى الفريق الأول عام 2005، حيث لعب حتى 2007 قبل أن يفتح أمام الجناح البالغ من العمر 19 عاماً حينها باب الانتقال إلى القارة الأوروبية من بوابة بنفيكا البرتغالي الذي اشتراه مقابل أكثر من خمسة ملايين يورو. واعتقد بنفيكا الذي توج بلقب الدوري المحلي مع دي ماريا عام 2010، أنه ربح جائزة اليانصيب عندما باع اللاعب الأرجنتيني للعملاق الإسباني ريال مدريد مقابل 25 مليون يورو لكن من المؤكد أنه يشعر بالندم الآن بعدما حصل النادي الملكي في أغسطس الماضي على أكثر من 80 مليون يورو من مانشستر يونايتد لكي يتخلى عن خدمات هذا الجناح الذي أصبح صاحب أغلى صفقة في تاريخ إنجلترا، متفوقاً على المهاجم الإسباني فرناندو توريس الذي انتقل من تشيلسي إلى ليفربول مقابل 60 مليون يورو في يناير 2011. روزاريو، المدينة التي تقع على بعد 185 ميلاً شمال بوينوس آيرس وأنتجت نجوماً كباراً آخرين على رأسهم ليونيل ميسي، تتذكر دي ماريا الذي عرف في صغره ببنيته الجسدية النحيلة التي لم تتغير مع تقدمه في العمر. كانت والدته ديانا تضعه على دراجتها الهوائية وتذهب به لمسافة عشرة كيلومترات من أجل أن يتمكن من خوض التمارين مع روزاريو سنترال، ولم تكتف بذلك بل كانت تساعده في ملء أكياس الفحم في مؤسسة والده لكي يتمكن من ترك العمل باكراً والذهاب إلى التمارين. في مقاطعة روزاريو الجميع يقدر موهبة ميسي لكنهم أوفياء لدي ماريا، أطلقوا عليه لقب الـ «نودل»، أي المعكرونة بسبب بنيته الجسدية النحيلة، والغالبية العظمى ترتدي قميص الأرجنتين مع اسمه والرقم (7)، كما هناك رسم له على أحد الجدران وهو يحتفل بطريقته الاعتيادية بعد التسجيل مستخدماً يديه على شكل قلب. وبدوره، بقي دي ماريا وفيا لأصدقاء الطفولة من شارع بيردييل، إذ قام بوشم أسماء خمسة من أصدقائه المقربين على ذراعه اليسري كما تولى النجم الدولي جميع المصاريف من أجل أن يتمكنوا من حضور المباراة النهائية لمونديال البرازيل 2014، حيث خسرت الأرجنتين أمام ألمانيا. «إنه من هذا النوع من الأشخاص»، هذا ما صرحت به الجارة كلاوديو غالات عن دي ماريا الذي فرض نفسه من أبرز نجوم كرة القدم في العصر الحالي بعد أن توج مع ريال مدريد بلقب الدوري المحلي عام 2012 ومسابقة دوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبية عام 2014 والكأس الإسبانية عامي 2011 و2014 والكأس السوبر الإسبانية عام 2012، إضافة إلى قيادته بلاده للفوز بكأس العالم لدون 20 عاماً في 2007 وذهبية أولمبياد بكين عام 2008. ويأمل دي ماريا الذي أثر غيابه عن نهائي مونديال البرازيل وأسهم في عدم تمكن الأرجنتين من إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1986 وفي أول مباراة نهائية لها في العرس الكروي العالمي منذ 1990، في أن يضيف لقباً آخر إلى رصيده عندما يخوض منتخب بلاده غمار «كوبا أمريكا» ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم الأوروغواي حاملة اللقب ووصيفتها الباراغواي وجامايكا.