الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نحن والسيدة «إنترنت»

مشكلتنا مع شبكة الإنترنت أنها تقدم لنا كل شيء على الجاهز دون أدنى تعب منا أو مجهود، فالإنترنت عند معظمنا هي المصدر الأول للمعلومات البحثية، وهي مصدر الأخبار الموثوقة عند ثلة من الناس، ويعتبرها آخرون الطبيب الحاذق الذي لا يستصعب عليه مرض أو علة وهذا ما نجده عند فئة الباحثين عن العلاج السريع الذين يستسهلون تعاطي العلاجات والأدوية المختلفة بعد القراءة عنها في الإنترنت دون استشارة الطبيب أو علمه، والنتيجة في النهاية إما مضاعفات للأمراض التي كانوا يعانون منها أو تطويل مدة الشفاء. بل إن تلك الشبكة الإلكترونية العجيبة أصبحت عند كثير من البشر هي المعلم الأول، فإذا رغب فلان الفلاني بتثقيف نفسه في مجال معين فإنك تراه يبحر في عالمها باحثاً عما تشتهيه نفسه وتستطيب من معلومات في كافة المجالات، بل وقد تراه يتحادث إلكترونياً مع مصادر المعلومات أنفسهم إن كانوا مخترعين أو أطباء أو مهندسين للاستزادة أكثر من تلك المعلومات التي تنتشر عبر ألسنتهم وأقلامهم. ومذ ظهرت الإنترنت وانتشرت معها محركات البحث تحديداً، أصبح واحدنا يكتب حاجته عبر محركات البحث المشهورة، وبضغطة زر يبحث عما يريد الوصول إليه من أخبار ومعلومات وأزياء أو مخترعات أو تفاصيل لموضوع يشغل تفكيره من موضوعات الدنيا الكثيرة، وأغلبنا حين يصل إلى المعلومة التي أرادها من الإنترنت تصبح العلاقة بينه وبين تلك الشبكة العنكبوتية متوطدة أكثر فأكثر، الأمر الذي يغريه لاستخدامها كمصدر مهم للمعلومات. الحاصل أننا نريد من الإنترنت أن تهمش الدور الثقافي المهم الذي تلعبه المكتبات، وهي المكان الذي يعج بكل ما يحتاج إليه الفرد من معلومات وأبحاث ودراسات في شتى موضوعات الدنيا، ومشكلتنا مع المكتبات أننا نستصعب زيارتها أو البحث عما تحتويه من كتب ومجلدات، بل إن معظمنا صار يتساءل لماذا أخصص الوقت للمكتبات في حين أن المعلومات تتوافر في الإنترنت؟ خطورة اعتمادنا الأعمى على الإنترنت أنها قد تجلب لنا معلومات مغلوطة ومزورة فنحن أحياناً لا نمتلك خلفية واسعة عن مروجي المعلومات في مختلف المواقع الإلكترونية، فربما يروج مراهق معلومة طبية مزيفة وتصبح متداولة بين الناس بالقص واللصق على أنها معلومة موثقة من خبير في مجال الطب! [email protected]