الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ملعبُ الوسادة

على رغم الأسى أُغري بلادي بلونٍ من عناق أو رحيلٍ خلفَ أحزانِ المدادِ أعانقها وأدفعها كمثلِ الريح تدفع في المدى خَصْر الجوادِ *** الغربةُ الحُبُّ إذا استحالْ مثلَ جوابٍ مفرحٍ لا سؤالْ ما غايتي السعادهْ بل الرحيل بالخطايا العَشر حتى إنه لا توبةٌ تُجدي ولا عَمادهْ لكنها الفراشة الخجولْ كغُنَّةٍ من بجعاتٍ جرفتْها السيولْ نحو فم الأعشاشِ حتى لا أقولْ نحو كُراتٍ رُميَتْ بين زوايا غرفتي وملعب الوسادهْ *** أزِفَ الرحيلُ فما جبينُ الدارِ؟ أقصى بقاع الوحي كنتُ وصلتُها من دون قصدٍ واضحٍ وخيارِ أقصى البقاعِ بلغتُها حتى تقطّرتِ السماءُ بساحلي كقلادةٍ وتعثرتْ أذيالُ نجمٍ ثاقبٍ وحوافرُ الإعصارِ خلفَ الحياةِ فمُ الحياة مُضَمَّخٌ قمراً من القُبُلاتِ والهَيَفُ النبيلُ يُهيبُ بيْ لأذيعَهُ بحناجر الأوتارِ *** آهِ يا عمري ويا صوتي الرفيعْ يا بلاداً وسعَ أرجاءِ السماواتِ لماذا كُوِّرت حتى غدتْ في حجمها صوتَ مذيعْ؟ يا بلاداً من جمال وجلالٍ جيلُنا مِن أرفعِ الحُكّام حتى أردأ الأقزامِ جيشٌ من مَوالٍ وقطيعٌ يقتفي إثرَ قطيعْ *** فيك سديدُ الرأي، فيك الدهاءْ تقتلُ كي تَقتلَ يا للسأم من عيشٍ بلا ماء سيدهم في عرفهمْ ما هو إلا ذلك العربيدُ والممسوخُ والمعروض في الأسواق للبيع ويشتريه اليومَ منهمُ ليس سراة القوم بل همُ العبيدُ والإماءْ مأساتهم تُضحِكُ حدَّ الثُكْلِ كلَّ سائرٍ وواقفٍ ونائمٍ وغائصٍ في الماءْ ***** قيلَ: ناقدْ كمانٌ أنا وسكوتي حتى سكوتي قصائدْ وسفينتها لا تُقاس بما ستصيد من الدرِّ واللؤلؤِ المتشعشعِ في حفلة كقلائد إنما دورُها أن تمصَّ من البحر أملاحَه ثم تدخلَ منزلكم لتملِّحَ في عجلٍ ثرثراتِ الموائدْ *** في شتاء من فصول الكون والأرض سباتْ همست في أذن أشيائي الحياةْ كيف أبدو؟ فاستعدتْ والملايين استعدوا لحديثٍ مستهامٍ كحياة قالت الأشياءُ: إنَّ الخيرَ كلَّ الخيرِ أنْ أخرجَ من جوفكِ حالاً قبل أشعر أنَّ العمرَ فاتْ وهنا كان مخاضٌ غيرُ مرئيٍّ بحيث اختنق الوعيُ اضطراباً وهنا رُشَّتْ على الأوراق أنفاسُ دواةْ