الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

النظرية العيناوية

الاختبار الحقيقي لقياس قدرات أي ناد هو ذلك المتمثل في مدى قدرته على إحداث التوازن بين المنافسة على البطولات المحلية وتلك الخارجية، ولأن كلا المهمتين صعبة ومسألة التوازن بينهما معقدة لأبعد درجات التعقيد، فإن ليس بمقدور أي ناد القيام بتلك المهمة والنجاح في تحقيق تلك المعادلة بسهولة، والمسألة تحتاج إلى تراكم من الخبرات الفنية والإدارية للوصول إلى ذلك الهدف، ونادي العين وما يقدمه على المستويين المحلي والخارجي، يمثل نموذجاً واقعياً لتلك الحالة المثالية التي نتحدث عنها، ونجاح الفريق البنفسجي في البقاء على صدارة دوري المحترفين والمنافسة على انتزاع بطاقة الدور الثاني إلى دوري أبطال آسيا، تأكيد على حجم الخبرة التي يتمتع بها زعيم الأندية الإماراتية، في التعاطي مع الظروف المستعصية التي يمر بها الفريق في هذا التوقيت، والتي يتعامل معها بنجاح تام وبجدارة. الفوز الذي حققه الزعيم على العميد النصراوي في قمة مواجهات الجولة الثانية والعشرين لدوري الخليج العربي، والتي جمعت بين الفريقين في معقل العميد وبعد ثلاثة أيام فقط من المباراة العصيبة والصعبة، التي خاضها العين أمام باختاكور والتي انتهت بالتعادل، أكدت للجميع تلك الحقيقة الدامغة والتي تؤكد أن العين عندما يعتلي الصدارة فإنه من المستحيل أن يتخلى عنها أو أن يتنازل عن قمته مهما كان الثمن ومهما كانت قوة المنافسة وصعوبة المنافس، هكذا اعتدنا من الزعيم وهذا ما كان يؤكده الفريق البنفسجي من موسم إلى آخر، وما يقدمه الفريق على أرض الواقع هذا الموسم يؤكد تلك الحقيقة التي أصبحت نظرية عيناوية خالصة، لا تقبل التعديل أو التغير. الصدارة ظلت وفية للزعيم وهذه المرة على حساب العميد في واحدة من أهم وأصعب محطات الدوري، هذا ما أفرزته ملحمة الجولة الـ 22 التي لم تنجح في تغيير ملامح القمة التي ظلت في قبضة العين، الذي اقترب بدوره كثيراً من الاحتفال باللقب الثاني عشر في تاريخه، وقد لا يحتاج للانتظار للجولات الأربع المتبقية من عمر المسابقة، والمطاردة المباشرة من الجزيرة قد تنتهي أمام أي تعثر أو توقف مفاجئ قد يتعرض له فخر أبوظبي. كلمة أخيرة حديث القمة لا يشغل سوى فريقين فقط هما العين والجزيرة، وحديث القاع لم يعد يخص سوى ناديين فقط هما عجمان وكلباء اللذين ودعا الأضواء رسمياً قبل الموعد المحدد بأربع جولات.