الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تكلفة البن تنخفض 35 % .. والمقاهي تتمسك بأسعار باهظة

تستغل مقاهٍ شغف المستهلكين في احتساء القهوة وتتمسك بأسعار باهظة على الرغم من انخفاض تكلفة البن 35 في المئة في غضون أشهر معدودة. وأبلغ «الرؤية» مدير إدارة حماية المستهلك هاشم النعيمي أن خفض الأسعار يحتاج بعض الوقت. وأضاف أن المقاهي ملتزمة بعقود أبرمتها في السابق بأسعار مرتفعة تمنعها من تخفيض الأسعار بشكل فوري. واستبعد محللون أن تخفض المقاهي أسعارها معتبرين أنها تتجاوب صعوداً مع ارتفاع أسعار البن العالمية ولا تتجاوب مع نزولها. وتراجعت أسعار البن في الأسواق العالمية نحو 35 في المئة في غضون أشهر معدودة لتصل إلى نحو 130 دولاراً للبوشل (ما يعادل 32 رطلاً) في الوقت الراهن. وضغطت على الأسعار وفرة محاصيل البرازيل التي تنفرد بنحو 25 في المئة من الإنتاج العالمي، إضافة إلى طفرة المعروض في بلدان أخرى مثل كولومبيا وفيتنام. وأكد الباحث إبراهيم تاس أن المقاهي غالباً ما تزيد الأسعار لدى ارتفاع البن، ولكنها نادراً ما تخفضها في حال التراجع. وأوضح أن المقاهي لا تخفض الأسعار إلا في حال واجهت تراجعاً ملحوظاً في أعداد روادها بسبب التسعيرة المرتفعة، وهو أمر مستبعد بسبب الإقبال على احتساء القهوة. وأشار إلى أن تكاليف البن لا تمثل سوى جزء قليل من سعر البيع، وأن هناك عوامل أخرى تؤثر في الأسعار كالإيجار والديكور واليد العاملة والصيانة. واعتبر الهوامش الربحية تبقى باهظة وأن قوى السوق ومعادلة العرض والطلب هي التي تشكل المنظم الرئيس لهذه الصناعة في الدولة حيث تغيب الضرائب والعوائق البيروقراطية. من جهتها، استبعدت المختصة في قطاع التسويق لاما سمعان أن تخفض المقاهي أسعارها لأن الطلب على القهوة لا يتأثر كثيراً بتقلبات الأسعار. وتابعت أن الشركات العملاقة ومجموعات البيع بالجملة هي المستفيد الأكبر من تراجع أسعار البن عالمياً، لأنها تستغل فترة التراجع لشراء كميات كبيرة من دون أن تخفض أسعارها في منافذ التجزئة. وزادت أن عمليات التغليف والتسويق والاتصالات باتت تشكل جزءاً مهماً في تكاليف الصناعيين وهذا ما يفسر إلى حد ما ثبات سعر فنجان القهوة. وأكدت أن هذه الصناعة تشهد تغيراً بشكل مستمر، إذ إن العديد من الأسر تتخلى عن تحضير هذا المشروب الساخن في المنزل كما كانت تفعل في السابق، فمعظمها يشتري اليوم القهوة في عبوات جاهزة. وتخطت المقاهي في الدولة الاكتفاء ببيع منتج القهوة إلى تقديم التجربة في بيئة مريحة ومميزة. وتبرر مقاه فرض أسعار باهظة بأن شرب القهوة في متاجرها بمثابة تجربة لكونها لا تقتصر على إشباع الحاجة إلى الكافيين أو التلذذ بطعم القهوة فحسب، بل تتعدى ذلك لتشمل البيئة المريحة المتوافرة في المقهى. وباتت الإمارات مرشحة لتصبح مركزاً عالمياً لتجارة البن الذي تغطي أنشطته التصنيع وتجارة الجملة والتجزئة، واستيراد وإعادة تصدير حبوب البن وبيع مسحوق القهوة سريعة الذوبان وكذلك البن المطحون في محال التجزئة. ويفوق عدد الشركات العاملة في مجال تجارة البن والمسجلة في غرفة تجارة وصناعة دبي 112 شركة. وتعتبر الدولة واحدة من أكبر خمس دول في العالم من حيث إعادة تصدير البن في الفترة من 2005 إلى 2008، ما جعل البن سلعة مهمة للإمارات، باعتباره سلعة مربحة لدى إعادة تصديرها.