الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تشكيل وأرابيسك في «الخط العربي»

يشارك أكثر من 50 فناناً وخطاطاً عالمياً منهم عشرة إماراتيين في معرض دبي الدولي للخط العربي الذي يشتمل على 70 ورشة عمل، ويحتضنه مركز وافي للتسوق حتى 15 مايو المقبل. وتمتزج الخطوط بالهندسة والتشكيل والزخرفة والأرابيسك بالألوان والأضواء والمنحنيات والدوائر في تناسق وتناغم تشعر معه وكأن اللوحة ليست خطوطاً بل أنغاماً وتكوينات جمالية تنبض بالفن والحياة وتحتفي بالرقعة والكوفي والنسخ والثلث والديواني وفنون الخط العربي البديعة. وأفاد وزير الصحة عبدالرحمن العويس لـ «الرؤية» في الافتتاح أن هذه الدورة تعد حدثاً استثنائياً اعتمدت فكرته الأساسية على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، القائمة على ألا يقتصر الفن على الخاصة، بل يسعى للتواصل مع الناس في الأماكن العامة كمتحف مفتوح. وأضاف أننا حرصنا على أن تكون للفنانين المشاركين ورش عمل إضافة لعرض نماذج من مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لرفع ذائقة الناس الفنية. وأوضح مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون الدكتور صلاح القاسم أن انتقال المعرض للجمهور العام يعد نصراً للغة العربية والخط العربي والزخرفة. وأشار إلى أن تنوع مدارس الخط المشاركة واستمرارية الدورة لشهر كامل وإثرائها بورش عمل خبراء بالخط العربي تتيح لجيل الشباب والمهتمين صقل مواهبهم بشكل عملي. من جهته أعرب الفنان والخطاط التركي محمد أن هناك طفرة في التنظيم والتصميم ومستوى اللوحات المشاركة التي تمثل عدداً من الأسماء المعروفة عالمياً، وأصبحت دبي من أهم مراكز الخط في العالم الإسلامي، مبيناً أنه يشترك بستة أعمال مختلفة. وأشار المنسق العام لجائزة البردة الدولية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حاكم غنام إلى أنه يكن لدبي الاحترام والتقدير لكل ما قدمته وتقدمه لمهتمي الفنون موضحاً أن لوحته المشاركة تحت عنوان «الغنى في الغربة وطن» تعبر عن مشاعره وحبه لها. ويُعد المعرض نقلة نوعية إذ فصل فيه لأول مرة بين الحروفية والتقليدية، والتجريدية والكلاسيكية، مشيراً إلى أنه كتب لوحتيه بشكل دائري خط الثلث الجلي ووزع الكلمات بطريقة يستفاد منها الألفات لتوازن اللوحة إضافة إلى استخدامه حرفي الغين والعين كقاعدة للوحة. وكتب غنام البسملة في سورة الفاتحة بخط الثلث الجلي وبقية السورة بالثلث العادي وزخرف اللوحتين بالذهب الخالص. من جهتها تعمل الخطاطة والمزخرفة التركية فاطمة أوزجاي على تلوين لوحات الخطاطين وزخرفتها بالذهب وأكدت أن دبي مدينة متطورة مبهرة في كل شيء حتى في الفن لذلك تحرص على الاشتراك في مسابقة البردة وتساهم في ورشة عمل في الزخرفة بالذهب وتطبيقه لساعتين متواصلتين. ووصف الخطاط الإماراتي محمد عيسى خلفان المعرض بأنه من أهم الأحداث الفنية في الدولة، مبدياً حرصه على المشاركة في تلك التظاهرة الفنية التي تضم مجموعة من الخطاطين المحترفين العالميين وتميزت بمشاركة عشرة من الشباب المواطنين. ونوه الخطاط السوداني تاج السر حسن بأن عرض لوحاته في مركز تجاري ضمن أعمال فنية أخرى يرسل خطاباً رائعاً للجمهور، يثير تساؤلاته، وشهيته للتعلم والتذوق الفني، والرائع أن القائمين على المعرض أخذوا في الاعتبار البيئة والمجتمع، وهذا في حد ذاته ارتقاء بالوعي الثقافي وتذوق للخط العربي. وفي سياق متصل أكد الخطاط والفنان التونسي نجا المهداوي أن المعرض سيسهم في رفع الحس الجمالي عند الأطفال. ولم يخف التشكيلي التونسي خالد سليمان إعجابه بالنشاط الثقافي الإماراتي، بعد أن أصبحت دبي محطة للفنون التشكيلية على نطاق العالم. وأوضح أن الفنانين العرب المشتغلين بالخزفيات قلة بصفة عامة على الرغم من أن أفضل القطع الخزفية في المتاحف العالمية هي من الخزف الإسلامي، ولفت إلى أن الشكل الكروي في عمله يجسد نجماً يوحي بالكرة الأرضية وأنه يكرر كتابة كلمة «هو» في كل أعماله تقريباً لأنه يركز على الجانب الروحاني.