الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

23 مليار درهم التبادل التجاري بين إيطاليا والإمارات

أكد سفير إيطاليا لدى الدولة جورجيو ستاراس أن الإمارات استحوذت على نسبة تزيد على 50 في المئة من إجمالي حجم التبادل التجاري بين إيطاليا ودول مجلس التعاون الخليجي في عام 2014. وأوضح جورجيو في لقاء الشراكة العربية الأوروبية الاستراتيجية الذي نظمه أمس الأول نادي دبي للصحافة بالتعاون مع وكالة الأنباء الإيطالية (انسا) أن إيطاليا تنظر إلى الإمارات باعتبارها بوابة لنفاذ الشركات والمنتجات الإيطالية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف أن الصادرات الإيطالية إلى الإمارات في عام 2014 تجاوزت 20.6 مليار درهم (5.3 مليار يورو)، فيما بلغت صادرات الإمارات إلى إيطاليا نحو (2.4 مليار درهم) 600 مليون يورو. وأوضح جورجيو أن الإمارات تستحوذ على نسبة 50 في المئة من إجمالي الصادرات الإيطالية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن الإمارات تعد الشريك التجاري الأكبر لإيطاليا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأكد جورجيو خلال الجلسة الأولى من اللقاء والتي تركزت حول الاقتصاد والاستثمار أن الاقتصاد الإماراتي حقق إنجارات مهمة خلال السنوات القليلة الماضية بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الإماراتية. ولفت إلى أن الاقتصاد الإماراتي يوفر مناخاً جاذباً للاستثمارات الأجنبية بفضل التشريعات الاقتصادية الحرة وتَوافر شبكة متطورة من البنية التحتية في الدول. وأضاف أن الإمارات نجحت في تطبيق سياسية التنوع ألاقتصادي، وأصبحت مركزاً تجارياً وسياحياً ولوجستياً عالمياً، مشيراً إلى أن مساهمة قطاع النفط والغاز في الناتج المحلي للإمارات لا تتجاوز حالياً أكثر من 25 في المئة فقط مقارنة مع أكثر من 70 في المئة قبل عقود عدة. وبين جورجيو أن العلاقات الاقتصادية بين إيطاليا والإمارات علاقات قوية وقديمة وتغطي كل المجالات، مشيراً إلى أن السياسية الإيطالية تركز في الوقت الحاضر على جذب الاستثمارات الإماراتية إلى السوق الإيطالي والدخول في شراكات استراتيجية بين الشركات الإيطالية والشركات الإماراتية. وتابع السفير الإيطالي أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى إيطاليا في أكتوبر 2014 وزيارة رئيس الوزراء الإيطالي للإمارات في يناير الماضي ساهمتا في تقوية علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين. ودعا السفير الإيطالي الشركات الإماراتية إلى الاستثمار في السوق الإيطالي والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة الموجودة فيه وبصفة خاصة في قطاع التكنولوجيا، مشيراً إلى أن إيطاليا بوابة الشركات الإماراتية للنفاذ إلى أوروبا بقدر ما أن الإمارات بوابة الشركات الخليجية للنفاذ إلى الشرق الأوسط. ونبه السفير الإيطالي إلى أن التحليلات الاقتصادية التي تنتشر في بعض الصحف ووسائل الإعلام حول قرب انهيار العملة الأوربية الموجودة وتفكك منطقة اليورو تستند إلى حسابات خاطئة. وتمتاز البيئة الاستثمارية في إيطاليا بأنها نشطة فهي تأتي في المرتبة الثالثة كأكبر اقتصاد في منطقة اليورو والمرتبة الـ 11 عالمياً، وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا 1.8 تريليون دولار في عام 2012، ويساهم قطاع الخدمات بثلثي الناتج المحلي الإجمالي 69 في المئة تقريباً، وتمثل السياحة والتجارة نقاط القوة بهذا القطاع، وتمثل الصناعة بما في ذلك قطاع الإنشاء 29 في المئة، أما نسبة الاثنين في المئة الباقية فتساهم بها الأنشطة الزراعية، وبلغت قيمة استثماراتها في الخارج 653 مليار دولار، بالترتيب الـ 13 عالمياً، بينما بلغت الاستثمارات الأجنبية بالداخل 458 مليار دولار بالترتيب الـ 18 عالمياً. ومن جانبه دعا المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي حمد بوعميم إلى فتح جميع مجالات التعاون بين الدول الأوروبية والإمارات، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوربي من أكبر الشركاء التجاريين لدول مجلس التعاون الخليجي والإمارات بصفة خاصة. وأشار إلى أن الإمارات لديها علاقات اقتصادية وتجارية جيدة مع أغلب الدول الأوروبية وبصفة خاصة المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا. وأضاف أن أهمية العلاقات التجارية بين الإمارات وإيطاليا لا تنبع فقط من ضخامة حجم المبادلات التجارية وإنما أيضاً من معدل النمو السريع الذي يتجاوز أكثر من تسعة في المئة سنوياً. وأشار بوعميم إلى أن أهمية الإمارات لدول الاتحاد الأوربي لا تنبع فقط من كونها سوقاً استهلاكياً ضخماً، وإنما أيضاً بحكم تنامي تجارة إعادة التصدير للسلع القادمة من أوروبا في المناطق الاقتصادية الحرة وبصفة خاصة جبل علي. ولفت بوعميم إلى أن الإمارات تراقب عن كثب التطورات الاقتصادية في منطقة اليورو وتذبذب مستوى العملة الأوربية الموحدة لتفادي الآثار السلبية التي يمكن أن يتركها ذلك على الاستثمارات الإماراتية في أوروبا. وتابع بوعميم أن الإمارات لا تنظر إلى ما يحدث في منطقة اليورو باعتباره تهديداً وإنما باعتباره فرصة يمكن استغلالها والاستفادة منها، ومن الخطأ التعامل مع الاقتصادات الأوروبية بمنطق مقاس واحد يناسب الكل، مشيراً إلى أن ما يحدث في اليونان يختلف عما يحدث في إسبانيا والبرتغال. ولفت بوعميم إلى أن الإمارات مهتمة بتطور العملة الأوربية، مشيراً إلى أن مستوى التقلب في سعر الصرف تجاه العملات الأخرى بلغ نسبة تقترب من 26 في المئة، مما يؤثر بشدة في كل القرارات الاستثمارية والمبادلات التجارية، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار النفط عالمياً سيكون عاملاً مساعداً على تعافي الاقتصادات الأوروبية من الركود بسرعة. وأوضح عدد من رجال الأعمال الإيطاليين المشاركين في اللقاء أن السوق الإماراتي ينطوي على فرص استثمارية مهمة بفضل ولع المستهلك الإماراتي بالسلع المبتكرة وعالية الجودة والقوة الشرائية الضخمة التي تتوافر له، والخبرة الواسعة التي تملكها الشركات الإيطالية في مجالات متعددة مثل التصميمات والأغدية والمشروبات وقطاع الضيافة والتصنيع.