السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

قلب الياسمين

تكشف رواية «قلب الياسمين» للكاتب عبدالله المناعي الكثير من المظاهر المصطنعة والزيف والنفاق الاجتماعي، وكواليس مجتمع المال والأعمال وارتباطهما بحزمة من المصالح المشتركة بين المنفذين وبعض الرأسماليين الجدد. وبطل الرواية هو سعود الذي تخرج في الجامعة ولم يجد وظيفة تناسب تخصصه فاضطر للعمل في وظيفة أقل مرتبة، وبما أنه ينحدر من أسرة متواضعة فالتفكير في الزواج لم يكن من أولوياته. ولكن تصر الأم منى على الفرح بابنها فيجعلها تبحث له عن زوجة مناسبة، ووقع الاختيار على ياسمين الابنة المدللة التي تنحدر من عائلة غنية، وبعد رد والدة الفتاة حصة برفض الزواج من عائلة ليست من نفس الطبقة الاجتماعية، قرر أبو سالم والد الفتاة الموافقة بعد تأكده من أخلاقيات الشاب الرفيعة، وكفاءته في العمل. وبعد الزواج تبدأ الفروق الطبقية في الظهور، ولكن ياسمين كانت راضية وسعيدة لولا تدخل أمها المستمر الذي أدى في نهاية الأمر إلى طلاقها. وتتوالى الأحداث في الرواية حتى يظهر علي الأمبير العم الغائب عن البلاد من الأخ غير الشقيق لعائلة سعود، ولأنه يملك ثروة ضخمة وليس له وريث شرعي فإن سعود وأخته ريما سيكونان في رعايته بعد أن علم بوجودهما. ويبدأ سعود حياة جديدة مع عمه الذي يمتلك شركة قابضة في دبي ويصبح الرجلان سنداً لبعضهما البعض، وبعد نجاحات مستمرة أصابها سعود تبدلت نظرة المجتمع إليه وأصبح نجماً مقارنة بحياته السابقة، خصوصاً عائلة زوجته التي تلقى منها معاملة غير إنسانية لدى زواجه من ابنتهم. وتتألف الرواية من 29 وحدة سردية متعاقبة لكل منها عنوان يحمل اسم شخصية أو حدث، إلا أن ما يجمع بينها تمركزها حول حياة البطل. واصطنع الكاتب راوياً واحداً يقص الأحداث من موقع المشاهد فقط، ما يمنح السرد مصداقية أكثر، واستخدم صيغة المتكلم في علاقات جدلية مع صيغ أخرى، لا سيما الحاضر والغائب.