الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وثيقة إدانة

كما تمت محاولة اختراق منطقتنا بالتحالف مع «جماعات التطرف»، فكم هو ملح أن نتشارك التحرك المستقبلي مع العرب والمسلمين في أمريكا بجمعهم تحت قبة تشملهم وتدعم الدفع بنخبهم إلى المشاركة في صناعة القرار، لإحداث تأثير في الرأي العام المرتبط بقضايا العرب والمسلمين. أكثر من ثلاثة محللين من اليمن موجودين في دول مختلفة، تكرر في مداخلاتهم الإعلامية بعد عاصفة الحزم ذكر معلومة أن «طائرات أمريكية لا يملكها الجيش اليمني ولا الحوثي، كانت تحلق كغطاء فوق تحركات الحوثي وهو يستبيح المدن ويصفي أهل اليمن ويهدم دور العبادة معتبراً من يعارضه دواعش». يجب التقصي عن هذه المعلومة وفحص مصداقيتها، والبحث عن وثائق وشهادات تنفيها أو تثبتها وتوثقها، لوضع حد للولوغ في الدم العربي بواسطة الوكلاء والعملاء المدعومين في منطقتنا، ولوجود إدارة أمريكية تدعم الجماعات الدينية سياسياً، وتأثرت من ذلك مملكة البحرين ومصر وغيرها، تفيد المعلومة بأن حزب الإخوان في اليمن هو من أدخل الحوثيين إلى صنعاء في الثورة الأولى عام 2011 وطالب رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحد كبار مؤسسي الجماعة في اليمن لهم بخمس ثروة البلاد، وبالمزيد من الرصد نجد الحلقات مترابطة ويقف خلفها تنظيم الإخوان الذي ترفض أمريكا تصنيفه إرهابياً. من جانب ذي صلة يبرز التناقض في الرئيس أوباما في مؤتمر مكافحة العنف والتطرف، «فبراير٢٠١٥» في واشنطن: لسنا في حرب مع الإسلام، والإرهابيون لا يمثلون مليار مسلم. وكذبة أن الغرب يحارب الإسلام بشعة، ولا يوجد صراع حضارات، ولا نظرية مؤامرة وعلى المجتمع الدولي محاربة التطرف والأيديولوجيا «القاعدة وتنظيم الدولة والنصرة» والمسلمون شركاؤنا في مكافحتهم، ونحتاج لأن نكون نزيهين، الإساءة والشك في المسلم يجب أن تتوقف، ونمد الجسور مع الجالية المسلمة، لتعزيز الشراكة، هناك مسلمون ضحوا بحياتهم للدفاع عنا .. إلخ. أضع مقتطفات من خطابات الرئيس لأنها منفصلة عن الواقع، وتعد وثائق إدانة ولا يوجد متابع منصف لا يعلم أن التنظيمات الإرهابية منبعها تنظيم الإخوان وفكره، ولو تقدم نخبة من أهل القانون لأي محكمة نزيهة، لرفع قضايا مرتبطة بما ضرب منطقتنا ستكسبها شعوب الدول المنكوبة، الدور والأسلوب الأمريكي الخفي والمعلن يستحق وقفة، وليس بالضرورة التحرك لإدانة الرئيس بذاته بل برمزه، الرؤساء يرتكبون ببعض قراراتهم جرائم في حق الإنسانية ويرحلون على أساس أنها أدوار يؤدونها والتزام أمام الناخبين. التقاضي غايته تقديم وثيقة تاريخية تدين تأثيرات السياسة الأمريكية في منطقتنا أمام «أجيالهم وأجيالنا» وبأداة حضارية قانونية تحاسب وتجرم زمن العبث والدموية.