الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هموم وافد جديد

هل ما زلت تتذكر أول يوم قدمت فيه إلى الدولة؟ هل ما زلت تتذكر مشاعرك المختلطة والمرهفة عند هبوط الطائرة؟ هل تتذكر خوفك وأنت في المطار من المستقبل الذي ينتظرك؟ هل ما زلت تذكر لهفتك في أول اتصال تليفوني مع أهلك في بلدك كي تطمئنهم بوصولك بسلام؟ هل ما زلت تذكر أول يوم عمل، وكيف استقبلك مدير شؤون العاملين وزملاؤك الجدد؟ هل ما زلت تذكر استصدار إقامتك وفتح حساب جديد في البنك؟ هل .. وهل؟ تذكرت هذه المواقف كلها وأنا أستقبل أحد معارفي الذي جاء للعمل في الدولة، وقد بدأ بالبكاء في السيارة لفراق الأهل، ثم بدأتْ أسئلته تتوالى من دون انقطاع حتى وصلنا إلى مقر عمله حيث استقبلوه بترحاب شديد ووعدوه بتنفيذ طلباته كافة. أذكر عند قدومي للدولة أن الله منحني مجموعة من الأصدقاء الذين تعهدوا برعايتي وخدمتي إلى أن استقرت أموري والحمد لله، ونجحت في استقدام عائلتي، منذ ذلك الحين أخذت عهداً على نفسي بمساعدة كل قادم جديد مهما كلفني ذلك كنوع من محاولة رد الجميل. من الأمور المحمودة التي تجدها في بعض الجاليات هي وجود شخص يستقبل الوافد الجديد ويستضيفه في منزله على أن تتكفل بمصاريفه مجموعة أخرى من الجنسية نفس حتى تستقر أموره، ثم يشارك هذا الوافد فيما بعد في مصاريف استقبال الوافدين الجدد. إن الوافد الجديد يكون في أشد الحاجة لمن يرشده ويوجهه إلى الخطوات الإجرائية والإدارية السليمة التي يجب أن ينتهجها حتى تستقر أموره بشكل صحيح في الدولة، وهذا ما يتطلب وجود جهة معتمدة من الدولة ترشده إلى الخطوات التي يجب أن يسير عليها حتى تستقر أموره من دون معاناة مثل كيفية استصدار الإقامة وكيفية تأجير مسكن وما أبرز الشركات العقارية التي يمكن أن تساعده؟ وكيف يمكن استصدار رخصة القيادة وشراء سيارة جديدة؟ .. إلخ. صدقوني البدايات دائماً صعبة، ولهذا فإن الوافد الجديد يحتاج بشدة لمن يساعده ويقف بجانبه كي ينجح وينتج بطريقة صحيحة، وفي الوقت نفسه يستقر بسهولة ومن دون معاناة.