السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جيمس بوند أممي

قبل أيام قرأت خبراً عن تلقي الممثل العالمي دانيال كريغ رخصة للقتل من الأمم المتحدة، عفواً يبدو أني أخطأت، أقصد أنه تلقى رخصة للإنقاذ من الأمم المتحدة بدلاً من رخصة القتل التي منحت له مع درجة الشرف في سلسلة أفلام جيمس بوند الشهيرة. ورحب بالممثل كريغ في مقر الأمم المتحدة أمينها العام بان كي مون القلق دائماً، إلا أنه هذه المرة ظهر ضاحكاً مازحاً وقال لكريغ بالحرف: «كان لديك رخصة للقتل (طبعاً يقصد في الأفلام)، والآن سيكون لديك رخصة للإنقاذ من الأمم المتحدة». الموضوع ببساطة أن دانيال كريغ سينضم إلى الجهود المبذولة في العالم للتخلص من الألغام، وهي بالتأكيد مهمة شريفة ونبيلة تستحق الإشادة بالممثل العالمي صاحب الحركات البطولية في سلسلة أفلامه الشهيرة التي ما زالت تحظى بشعبية كبيرة رغم أنها بدأت في ستينات القرن الماضي، ومرّ عليها الكثير من الأبطال الخارقين من شين كونري إلى روجر مور، وأخيراً دانيال كريغ الذي سيحظى بشرف مهمة جديدة تدل على اهتمام واضح بالناس. الحقيقة أن الأمم المتحدة بحاجة إلى مهمات إنقاذ وليس مهمة واحدة أو رجلاً واحداً، وبالتأكيد لن يكفي أبطال سلسلة أفلام جيمس بوند لسد هذه المهمات التي تحتاج كل رجال ونجوم هوليوود وبوليوود وكل مدينة تحمل الصفات الهوليوودية في عملها وناسها، وإذا أرادت الأمم المتحدة أن تطل برأسها القلق إلى منطقتنا العربية فصدقوني أنه سيكون لدى الموظفين الأمميين شغل وعمل كثير وكثير جداً يكفيهم سنوات! أنا أريد أن أسال وأنا أعرف أن أسئلتي كثيرة، لماذا لا يتم تعيين رجال إنقاذ لما يحدث هنا في بلادنا؟ لمَ لا يتم تعيين ألف رجل إنقاذ مما يحصل في سوريا؟ لمَ لا تأتي الأمم المتحدة بألف مهمة إنقاذ لما يحصل في العراق واليمن ومصر وليبيا؟ نحن نحتاج مهمات إنقاذ حقيقية وليس مجرد قلق بدون فعل، أنا أعرف أن أي مبعوث أممي يأتي إلى منطقتنا يطلع بمرض القلب والسكر وفقر الدم وعقد نفسية لها أول وما لها آخر، لكن البشر الذين يعيشون في تلك البلدان بالتأكيد يحتاجون مهمة إنقاذ وهم يستحقونها لأنهم بشر. أقول مبروك للمثل كريغ هذا التكريم، وإن شاء الله يشمل العراق بزياراته لأنه مملوء بالألغام!