الرحمة منهاج حياة في «أسرتي»

 تطرقت الحلقة الأخيرة من برنامج أسرتي الذي يبث عبر أثير إذاعة راك FM إلى موضوع الرحمة ضمن خمسة محاور هي «الرحمة بالأسرة، الطلبة، الزوجات، المطلقات، والرحمة بالأطفال المحضونين». واستضافت الحلقة اختصاصي الإصلاح الأسري في المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور عبدالرحمن عبدالعزيز المحرج الذي تحدث عن مفهوم الرحمة الشامل. وأوضح مقدم البرنامج مدير إدارة الخدمة المجتمعية في دائرة محاكم رأس الخيمة جاسم محمد المكي أن ضيف الحلقة تناول موضوع الرحمة من زوايا وأبعاد عدة ما أضفى على الحديث نوعاً من التعمق المبسط. واعتبر المحرج التدخلات الخارجية من قبل الأهل من أكثر العوامل المسببة للخلافات الزوجية، إذ تأتي نتيجة إفشاء أسرار الزوجين الخاصة فيطلع عليها القريب والبعيد ويؤدي ذلك إلى استفحال المشكلة وتعدد أطرافها ما يعيق طريق الحلول الوسطية. ودعا اختصاصي الإصلاح الأسري الأزواج إلى تطويق الخلافات وتحجيمها وتقصير مدتها وتجفيف منابعها وتضييق دائرتها، إلى جانب علاجها من دون الحاجة إلى التدخل الخارجي الذي يؤدى إلى تفاقم المشكلة وتعقيدها أكثر من حلها. وأكد ضيف الحلقة أن المشاعر النبيلة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في قلب الأبوين تكمن في الشعور بالرحمة تجاه الأبناء والرأفة بهم والعطف عليهم، وهو شعور كريم وله في تربية الناشئة وإعدادهم وتكوينهم الأثر الإيجابي الكبير، موضحاً أن قلب الأبوين لو تجرد من مكنونات الرحمة ومنابعها سيتصف بالفظاظة والغلظة القاسية، ما ينعكس سلباً على تربية الأبناء ويدفعهم إلى هاوية الانحراف وارتكاب السلوكيات العدوانية. وعن الرحمة بين الأزواج، أفاد عبدالرحمن المحرج بأن الأصل في العلاقات الزوجية المودة والرحمة، إذ حرص الإسلام على حق الزوجة على زوجها وأوجب عليه احترامها وتقديرها وتلبية احتياجاتها ما استطاع، كونها تتحمل أعباء ومشقة بالغتين كالاهتمام بالزوج والأبناء ورعايتهم وتربيتهم ومتابعة أمورهم الحياتية. وتناولت الحلقة الأخيرة من برنامج أسرتي أهمية الرحمة بالمطلقين والمطلقات نظراً لما يلحقه الانفصال من أضرار نفسية واجتماعية جسيمة بالمنفصلين، فضلاً عن إضراره بالأبناء، خصوصاً الطلبة منهم وصغار السن المحضونين الذين يُزج بهم من قبل الأبوين في صراعات مطولة بين أروقة المحاكم ومراكز الشرطة من دون رحمة أو اعتبار لأعمارهم الحرجة التي يحتاجون فيها إلى المودة والرحمة والرفق والرعاية.