الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قابلت 1000 كنز بشري

حملت على عاتقها حفظ تراث الإمارات وتدوين التاريخ الشفهي للوطن، ولم يشغلها ذلك عن اهتماماتها الأخرى في الموسيقى وكتابة السيناريو. وتؤمن عائشة بالخير بأن «الشياب» كنوز بشرية، لذلك تحرص على تدوين رواياتهم للأحداث المهمة التي مرت بها الإمارات، وسمات وأعراف وعادات المجتمع الإماراتي قديماً. وأثمر ذلك الجهد الخلاق مشروع كتاب «ذاكرتهم تاريخنا». وأصبحت ممثلة القارة الآسيوية في الجمعية العالمية للتاريخ الشفهي. «الرؤية» التقت بالخير لتكشف لها أهم ما توصل إليه المشروع وتالياً الحوار: ÷ ما أبرز إنجازات مشروع تدوين التاريخ الشفهي؟ ـ بدأ المشروع والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ عام 1970 بتفكير سابق لأوانه يعبر عن رؤية مستقبلية، وبدأ التدوين للتاريخ الشفهي منذ ذلك الوقت لتسجيل اللغة ومفرداتها والأشعار المحفوظة في الذاكرة. وفي عام 2008 صدر القانون 7 الذي نص على إنشاء أرشيف وطني، فتحول مركز الوثائق والبحوث إلى المركز الوطني للوثائق والبحوث. ÷ وكيف نفذ هذا المشروع عملياً؟ ـ بعد هذه النقلة أنشأت الدولة أرشيفاً شفاهياً يعنى بتوثيق ذاكرة الوطن من شفاه أبنائه. بدأت العمل فيه منذ عام 2009، ولتحقيق المصداقية في عملنا تعاقدنا مع جامعة بركلي الأمريكية لتصبح مصدراً استشارياً للمشروع. ÷ وما معايير تسجيل مذكرات «الشياب»؟ نختار الشياب أو الكنوز البشرية وفق تعبير اليونسكو، بناء على معايير محددة، مثل من كانوا مرافقين لمن اتخذوا القرارات المهمة في تاريخ الدولة، أو من أسهموا في بناء مؤسساتها أيام الاتحاد الأولى. وأنا صبورة جداً ولا أمل من الاستماع إلى هؤلاء الكنوز البشرية في مقابلات تستغرق أحياناً سبع ساعات أو تمتد لأيام عدة. ثم تخضع جميع المعلومات لإجراءات عدة للتحقق منها وتدقيق مصداقيتها من خلال مجموعة إجراءات تتعلق بتوجيه الأسئلة لأكثر من مصدر بهذا الخصوص سواء كان من جهة معينة أو من أشخاص واتباع آثار الوثائق المتعلقة بها من صور أو خرائط أو رسائل أو جواز سفر مثلاً. ÷ كم عدد المقابلات التي حققتموها؟ ـ حققنا أكثر من ألف مقابلة، صنفت حسب محتوياتها. ثم تؤرشف وتُفَرغ وتُعالج لغوياً حسب اللهجة الإماراتية ثم تعاد صياغتها بالفصحى، وتعرّف مصطلحاتها وتشبيهاتها وأمثالها من خلال فريق متخصص. ونبحث بعد ذلك عن مصادر البحث العلمي المتعلقة بها، ونحن لا نتلاعب بالمعلومات بل نمنحها بعداً وعمقاً تاريخياً من خلال تفسير المصطلحات، ومن يرد مثلاً الكتابة عن دلما يبحث عن الأشخاص الذين تحدثوا عنها ويستفيد من معلوماتهم. ÷ وما مصير هذه المذكرات؟ ـ يصدر هذا العام كتاب «ذاكرتهم تاريخنا» وهو أول إصدار لمشروع التاريخ الشفهي. والمذكرات لا تقتصر على ذاكرة المواطنين فحسب بل الوافدين الذين أسهموا في بناء الدولة التي شكلت أنموذجاً فريداً متطوراً لحوار الحضارات وتفاهم الأجناس على اختلافها على أرض الدولة. ÷ وكيف كان تجاوب الشياب؟ تلقينا العديد من الدعوات من أناس يتبارون في تقديم هذه الخدمة الوطنية، فهناك من يجمع مثلاً والده وعماته وخالاته من «الشياب» لغرض تدوين مذكراتهم، وهناك من يتباهى بجمع أولاده وأحفاده ليستمعوا إلى مذكرات أجدادهم ومدى مساهمتهم في بناء الوطن. وهناك من نحر الذبائح احتفاء بقدومنا. ÷ ما أثر مشروعكم على الثقافة الإماراتية المعاصرة، وأدب الشباب تحديداً؟ ـ ننظم مشروع جائزة المؤرخ الشاب منذ عام 2009، وهو موجه للفئات العمرية لطلبة الإعدادية والثانوية بهدف تشجيعهم على الاهتمام بالتاريخ. وللجائزة فروع عدة منها، التاريخ الشفهي، الجغرافيا، الاقتصاد، والاجتماع وجميعها تستند إلى الوثائق والبراهين البحثية، مع مراعاة سلاسة العرض والأسلوب الصحيح وجودة اللغة. ÷ ما صدى عملكم عالمياً؟ ـ وصلنا أخيراً خبير ياباني طلب كتابة دراسة عن أفلاج العين واستفاد من معلوماتنا، ونلنا العام الماضي عضوية الجمعية العالمية للتاريخ الشفهي، ونحن أول دولة عربية تنال عضويتها، وأصبحت أنا ممثلة قارة آسيا في الجمعية. ـ درست السينما وأخرجت فيلماً، هل تتواصلين معها حالياً؟ ـ أعد مع ابن أختي بلخير الطنيجي سيناريو فيلم جديد. ÷ هل ما زلت شغوفة بالموسيقى؟ ـ نعم، لي كتاب عن الموسيقى وحوار الحضارات قيد النشر، إلى جانب مجموعة كبيرة جداً من البحوث الموسيقية باللغة الإنجليزية، وترجم بعضها إلى اللغة اليابانية والصينية والهندية.