الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

شكراً لهذا الرجل

خلال الأسبوع الماضي انتشرت تغريدة جميلة على موقع تويتر، هذا الرابط الاجتماعي العجيب الذي يصل إلى كل مكان، تلك التغريدة كانت تذكيراً لمن يكون قد نسي موعداً ضرب منذ سنتين من الآن؛ موعد ستتم فيه مناقشة ليست كباقي المناقشات، ولكنها تقييم لما أحدث خلال هذه الفترة الزمنية من تطور مطلوب للبقاء في سباق الأوائل الذي آلت حكومتنا على نفسها أن تكون في صدارته، ولأن هذا السباق لا يعتمد على الإنجازات الفردية بقدر ما يعتمد على التكامل الكلي للمجموعة، فإن الكل مطالب بأن يكون في المستوى نفسه من اللياقة البدنية التي تؤهله للبقاء ضمن فريق التنافس، أو كما قالت التغريدة يستمتع بحفلة الوداع التي ستقام له. لم تكن التغريدة تهديداً أو وعيداً، ولكنها تمثل الحل الوحيد الذي يمكن أفراد الحكومة من البقاء في سباق التميز، فقد منح الجميع الفترة ذاتها سنتين كاملتين تمكنان كل من يحتاج أن يشحذ همته ويقوي عزيمته ويستعيد لياقته أن يفعل، فقد منح أن يحقق كل ما يحتاجه، سواء من وقت أو آلية أو دعم وتحفيز، ومن لم يتمكن من تغيير واقعه العملي خلال هذه الفترة فلن يمكنه أن يحدث أي تغييرات مهما منح من وقت. تساءل البعض، لماذا سنتان بالذات وليس سنة أو ثلاث سنوات؟ والجواب بسيط جداً، فمن يعرف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويتتبع سيرته، يعلم أنه إداري من الدرجة الأولى، فقد منح الجميع فرصة متساوية، فلا يستطيع أي من المسؤولين أن يقول إنه جديد في المنصب وإن الفترة لم تكن كافية، وإنه بحاجة إلى تقوية الروابط مع أفراد فريقه وتقييمهم وإعادة تدوير واستغلال القدرات المتوفرة واستقطاب المهارات غير الموجودة، فالسنة الأولى كافية جداً ليتم كل ذلك، مع الاستعانة بكل ما يمكن من أدوات تكنولوجية متاحة، في حين يكون نصف السنة الثانية للتجربة والتحديث والتطوير أو التغيير الجزئي في أسوأ الاحتمالات، في حين يكون نصف السنة المتبقي لإدارة الجودة والإدامة لكل ما تم تطويره من منجزات، ثم تستطيع الإدارات أن تقف على منصة المناقشة وتفاخر بما قدمته لتستحق المواصلة. ولكن لماذا التغريدة، ولماذا قبل شهرين من انقضاء المدة والعديد من التساؤلات التي تطرأ على البال؟ أيضاً الجواب يسير، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ـ حفظه الله ـ وهو المعروف في أوساط المسؤولين بأنه نادراً ما ينسى أجندته، حتى إن لم يكن يكتبها، فهو قد رسم في مخيلته تصوراً عاماً لما يريد أن يصل إليه من تقدم في شتى المجالات، وأن التفاصيل الدقيقة عنده هي ما يشكل اللوحة العامة التي يسعى جاهداً وبكل ما أوتي من جهد أن يرسمها على أرض الوطن، كي تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر ألقاً مما كانت عليه، فهو يرسمها بريشة الفنان وبروح الشاعر المتيم في حبها. وهنا أستذكر قصة حدثت لصديق في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، حيث حصلت مشاجرة بينه وشاب من دبي بينما كان يزور دبي، وقد أدى الشجار إلى تعرض كلا الطرفين لإصابات طفيفة، وكان تدخل الشرطة قد أفضى بالزائر إلى الشرطة والآخر أخلي سبيله، وقد تطلب الأمر عدة أيام كي يصل الأمر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أمر بإطلاق سراح الشاب، ولكن المفاجأة للشاب المحتجز أن الشيخ اتصل به وقال له إنه لولا سفره لأتى إليه ليطيب خاطره وتمنى أن لا يجعل هذا الأمر يمنعه من زياره دبي. القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، ولكن المفاجأة أن يتصل الشيخ بعد ذلك بفترة بالشاب ويسأله إن كان لا يزال يرغب في زيارة دبي، وأنه سيكون سعيداً باستقباله. لقد انتقل ذلك الصديق إلى رحمة الله إثر حادث سيارة ولم يقابل الشيخ، ولكن القصة بقيت في ذاكرتي أسترجعها كلما رأيت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. إننا إذ نقول شكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأنه بقيادته للحكومة قد جعل من الرقم واحد الهدف الأسمى لكل أفراد الشعب وليس الحكومة فقط، وقد صدق عندما قال: أنا وشعبي لا نرضى إلا بالرقم واحد، فشكراً لهذا الرجل الذي نكن له كل الحب والتقدير. [email protected]