الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تعامل مع إدمان ابنك بأنه مريض

لا يمر أسبوع دون أن أتلقى اتصالاً من أب غاضب أو أم تبكي بسبب اكتشافهم أن ابنهم مدمن، تقول الأم إنها لم ترَ عليه آثار الإدمان من قبل، واكتشفت إدمان ابنها فجأة عندما عاد للمنزل بحالة غريبة من ثقل اللسان عند الكلام والترنح ويهذي أو يتكلم بعبارات غير مفهومة. والأدهى من ذلك أن الأبناء يذكرون أنهم يتعاطون منذ فترة بسبب ضائقة نفسية لتبدأ الأم مع الأب رحلة الشعور بالذنب والأسئلة الكثيرة والتي تبدأ بالسؤال، هل نحن السبب في إدمان ابننا؟ إن اكتشاف الوالدين تلك العلة لدى ابنهما صدمة كبيرة للكل دون استثناء وفي الآونة الأخيرة انتشرت آفة الإدمان بين الشباب والمراهقين مرتكزة على إدمان المسكنات كحبوب «الترامادول» وغيرها من المؤثرات العقلية والتي توزع أو تباع لهم بمبالغ لا تعتبر كبيرة، فيبدأ مروج هذه الحبوب ببيعها على أنها تساعد الشاب في الخروج من أزماته النفسية أو مناسبة للصداع أو تساعد على النوم، حتى يجد الشاب أنه لا يستطيع أن يقوم بوظائفه الحياتية من دونها، وسرعان ما يبدأ بزيادة الجرعة ويصبح مدمناً عليها. وهناك من يتعاطون عشر حبات يومياً ليفقدوا الشعور بما يدور حولهم ويلازموا الفراش. وإن حاول الشاب أن يتوقف عن تعاطيها فسوف يصاب بالأعراض الانسحابية، وفي بعض الأحيان يضطر أهله لتوفير هذه المؤثرات والمسكنات ليتجنبوا رؤية ابنهم يعاني. الإدمان مرض ممكن أن تصاب به الفئات المختلفة من المجتمع خصوصاً الشباب، وتختلف أنواعه من الخمور والمسكرات والمخدرات، والشفاء منه ممكن إن عولج المصاب بشكل علمي مقنن من قبل المتخصصين، وللأسف ظاهرة تعاطي الأدوية باتت تؤرق المجتمعات، واستخدام المسكنات بشكل مفرط يؤدي إلى الإدمان، فعلى الآباء والأمهات أن يزيدوا حصيلتهم المعرفية في الأدوية التي يستخدمها أبناؤهم وبناتهم، وأن يعرفوا أسماء الحبوب المتداولة بين الشباب المدمنين لحماية فلذات أكبادهم. ومن الضروري معرفة العائلة بأن التدخل السريع لعلاج الابن من الإدمان في المراكز الصحية المتخصصة مهم جداً حتى لا تتفاقم المشكلة وتتطور إلى قضايا قانونية لا تحمد عقباها، ودخول الشاب إلى المؤسسات العقابية بدل المراكز العلاجية. والعلاج يتطلب دائماً الدخول للمصحة التأهيلية للإدمان. وهي متوافرة في إمارة أبوظبي لإعادة تأهيل الشاب ليعود منتجاً بناء لمجتمعه وأسرته. [email protected]