الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كـــومباني: السيتي مفخرة

ما التاريخ إلا لحظات ومواقف يُحتفظ بها لتروى، لتتعرف عبرها الأجيال إلى نمط حياة أسلافهم، وتغدو في مقارنة بينه وبين حاضرها، كما هو حقائق مثبتة تدون لأمم قادمة تستنير بها، بل وتفاخر بها مستعرضة التطور الذي عاشه أجدادهم، والذي يؤكد في مجمله على ريادتهم ورقيهم وتحضرهم، بيد أن في نادي مانشستر سيتي وتحديداً مع قائده الحالي البلجيكي فينسنت كومباني الوضع مختلف تماماً، حيث ينطلق من نهضة ناديه الحالية ويسردها، بفخر، لتجاوز سنوات عجاف عاشها النادي قبل مجيء مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، وانتشالها النادي العريق من وضع مزر كان يمر به، وتضعه بين مصاف الأندية العالمية الكبرى، كما يؤكد كومباني .. محطات عدة تستدعيها ذاكرة قائد السيتي الحالي الذي انضم إلى الفريق في أغسطس من عام 2008 مع صحيفة التلغراف اللندنية، وتحديداً قبل شهر من امتلاك المجموعة للنادي، بالإضافة إلى وضع ناديه الحالي في البطولة الإنجليزية الأولى. اللعب المالي النظيف أعاقنا طمأن مدافع المان سيتي كومباني أنصار ناديه، مؤكداً أن السيتي أكبر من أن يتراجع عن المراكز الأولى، حيث توج الموسم الماضي بلقب البريميرليغ، وعزا قائد السماوي الهنّات التي واجهت الفريق الذي يدربه التشيلي مانويل بيلغريني إلى جور قوانين اللعب المالي النظيف المفروضة على أندية أوروبا، والتي حرمت النادي الكثير الذي كان كفيلاً بوضعه ضمن أندية النخبة في الأبطال. وبيّن البلجيكي البالغ من العمر (29 عاماً) أن الانتقادات التي يواجهها حالياً من بعض محبي النادي لن تؤثر فيه، متمسكاً بعودة قوية لمستواه الطبيعي في كتيبة السيتي. طفرة هائلة شدد كومباني على أهمية القتال في الملعب من أجل مساعدة الفريق على تحقيق أفضل النجاحات، لتوازي التحول الاستثنائي الذي شهده النادي منذ توقيعه للستيزن في شهر أغسطس 2008، قادماً من نادي هامبورغ الألماني بمبلغ ستة ملايين جنيه استرليني، قبل شهر فقط من شراء مجموعة أبوظبي للنادي، وتغييرها لمشهد النادي في مسيرته في الكرة الإنجليزية. وكشف البلجيكي أنه لا تفارق ذهنه تلك الحالة المزرية التي وجد عليها أرضية ملعب النادي في كارينغتون في أول حصة تدريبية خاضها مع فريقه الجديد. وأضاف «أحدث انتقال النادي لملكية مجموعة أبوظبي طفرة هائلة نحو الأفضل في مشهد شرق مدينة مانشستر، تلك المنطقة التي كانت في حاجة ماسة إلى إعادة تجديد داخلية، حيث افتتحت أخيراً أكاديمية السيتي المدهشة لكرة القدم، بما وصلت كلفته إلى 150 مليون جنيه استرليني، والتي أنشئت في مساحة بور شاسعة في المنطقة الصناعية سابقاً، بما يحقق الفائدة والنفع للمجتمع المحلي وجماهير السيتي». ذكريات مؤلمة رحلة طويلة قطعها كومباني منذ مجيئه الأول إلى كارينغتون، وحيث صرفت لهم المعدات الرياضية والتي كانت عبارة عن حقائب قديمة، يصفها «كانت إحداها مقطوعة في وسطها، وكان فيها قفاز واحد فقط». وتابع ساخراً «إذا كتب عليك خوض مباراة في الملاكمة، وقتها، كان سيتوجب عليك توجيه اللكمات مستخدماً يدك اليمنى التي يوجد بها القفاز الوحيد، ثم إخراجه ووضعه في اليسرى ثم العودة مجدداً لتوجيه اللكمات». وواصل «كانت لدينا وحدة طبية في غرفة يتقاسمها من 40 إلى 50 من اللاعبين، وفيها ثلاثة أسرة، في الواقع كان ذلك هو النادي الذي وقعت له، أنظروا إليه حالياً أين وصل؟». مدعاة للفخر وزاد كومباني «كانت معظم جماهير النادي موجودة عندما كان النادي ضمن فرق دوري الدرجة الأولى، والآن حق لهم المفاخرة بأنهم أبطال من جديد ويمتلكون مؤسسات فخمة». واسترسل قائد السيتي «كثير من الناس لا يتفهمون ما يحاول هذا النادي فعله، بعد أن كان عبارة عن تجمع للأطفال على قارعة الطريق، تحولت الصورة لتكشف بإبهار عن ملعب أكاديمية كرة القدم بجدار يبلغ طوله 64 متراً، عليه رسوم نقش خطوطها وألوانها مشجعو السيتي اليافعون، يغطون ليالي بطولة الدوري، وكرة القدم النسائية، ومنافسات كرة القدم للمعاقين وغيرها من المشروعات الاجتماعية». وأضاف واثقاً «القاعدة الجماهيرية للنادي تزيد وتتسع يوماً بعد يوم، وعليك كلاعب أن تحصل على محبة تلك الجماهير بالولاء والتفاني لناديك، وهذا ما أفعله وكل زملائي منذ قدوم ملاك النادي الجدد، لم أشعر بأن الأمر متعلق بالمال للاستثمار في اللاعبين وحسب، وإنما هو تعلق بالنادي من قبل الجميع بفضل الإدارة المتقدمة للنادي». أتشرف بقيادة السيتي أعرب البلجيكي عن سعادته بقيادة فريق كبير مثل السيتي «كان شرف هائل لي تولي قيادة الفريق، لم أشعر بأني قائد الفريق بوضع شارة القيادة على زراعي وحسب، فمنذ لحظة انضمامي للنادي شعرت بانتماء إلى النادي، رغم أننا كنا نقبع في مركز متأخر في الترتيب، وما أن بدأ الناس يتحدثون عن الاستثمار الجديد الذي حدث في المان سيتي، الذي أحدث قفزة نوعية في النادي، وجدنا أنفسنا في مواجهة كبار الأندية مجدداً». وختم كومباني «إذا سألتني، عن كنه الانتماء، سأقول لك أني أشعر بأنه مشروعي أيضاً، نعم لم أدفع من مالي شيئاً، ولكني دفعت من عرقي ودمائي في هذا الاستثمار، وأحمل عاطفة كبيرة نحوه، وأريد له النجاح بالقدر نفسه الذي يريده الملاك له أن ينجح».