الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

احتراف ناقص

تشاهد اللاعب في التمرين يقضي ساعات طويلة يجهز نفسه فنياً وبدنياً للمباراة، فتقول في قلبك نعم هذا هو الاحتراف الحقيقي، ثم تشاهده في المباراة لا يكاد يصمد لمدة ستين دقيقة، وبعدها ينتهي مخزونه اللياقي تماماً، فتسأل نفسك ما الذي حدث وأين الخلل؟ ولماذا رغم كل هذه الجهود المبذولة من قبل اللاعب يمر عليه الموسم تلو الآخر ولياقته لا تكتمل وإن اكتملت فإن جهده لا يكتمل؟ الجواب يكمن في حياة اللاعب الشخصية، خصوصاً في فترة ما بعد الخروج من النادي، وفتش يميناً ويساراً ستجد أن أهم سبب هو السهر، ومع السهر تأتي الشيشة أو «الأرجيلة» كما يسمونها أيضاً. للأسف بعض اللاعبين لا يستغلون الظروف المثالية التي تهيئها لهم أنديتهم حتى يطوروا من أنفسهم ويتميزوا في وظيفتهم الكروية، بل يستغلون أول فرصة تسنح لهم لكي يهرولون نحو شرب الشيشة والسهر وتضيع الوقت، لأن العقل فارغ للأسف، ولم يستوعب بعد أهمية الاحتراف الرياضي، فهم يعتقدون أن الاحتراف هو الالتزام بالتدريبات ومواعيدها والمباريات، وإلى الآن هناك فئة من اللاعبين يتعاطون الشيشة ويسهرون، متناسين أن الاحتراف الرياضي هو أسلوب حياة، ويشمل اليوم بأكمله وليس فقط تسعين دقيقة، ولكن كيف ستفهم اللاعب ذلك وكيف ستقنعه بذلك؟ المسألة تحتاج لنص صريح في العقد يكون الرادع لهم طالما أن الطبع يغلب التطبع.