الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ثمارٌ يانعة

- كانت النادلة حزينة، وبعد سؤالها علمَتْ أنها أضاعت هوية الإقامة، فقالت لها لا تبتئسي، فقد ضاع إثباتي مرات عدة، فأعادوه إلي فور إيجاده، وقد تكرر الأمر كثيراً مع أشخاص آخرين أعرفهم. - كانت ترتاد النادي وقد التقت يوماً بفتاة بدينة تريد إنقاص وزنها وتشعر بالعجز، لكنها حين أخبرتها بأنها كانت تزيدها وزناً لكنها مع الإصرار والمثابرة استطاعت الحصول على هذا القوام الرشيق، رغم أنها مُذ خُلقت وهي نحيفة، فواظبت الفتاة لفترة طويلة وأجهدت نفسها إلى أن حصلت على قوام مشدود. لم يكن لديها مهمة سوى زرع الأمل وتوزيع الأحلام، ثم جرفتها حياتها بعيداً عن الآخرين، انشغلت بأهدافها المستقبلية، وبعد سنين طويلة، أصبحت تفاجأ بكم الرسائل التي تصلها مصادفة واحدة تلو الأخرى، بطرق مختلفة وصِيغ متنوعة، إلا أنها جميعها تلهج بصوت واحد: ممتنّة، ممتنّ، ممتنّون. لم تكن تتصوّر هذا الأثر العظيم لسلوكها، هي فقط كانت تبغض رؤية الحزن الذي يملأ عيون البشر، فكانت تجتهد في محوه وإزالته بشتى الطرق، إلى درجة أنها كانت تلجأ إلى الكذب أحياناً، وذلك بأن تختلق القصص والمواقف، فتزعم أحياناً أنها كانت تعاني من الضائقة نفسها، ولكنها فُرجت، وها هي الآن تعيش بسلام وسعادة. لم تكن تعلم أنها بذلك كانت تحرث النفوس وتبذرها، وأن هذا الحرث لابد أن ينبت يوماً ما، فتكون له ثمار يانعة أيضاً.