فراقكم يزيدنا قوة

على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة استقبلت خبر استشهاد عدد من جنودها بتأثر كبير، إلا أن ذلك زاد شعبها إيماناً وقوة لإكمال المسار الذي بدأته في تحرير اليمن من دنس المتآمرين عليه.. ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى، فاللهم ربنا لك الحمد على قضائك وقدرك، وشهداؤنا الأبطال أقبلوا على أرحم الراحمين، ولهم بإذن الله الجزاء العظيم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون). والشهادة في سبيل الله من أعظم أسباب مغفرة الذنوب ورفعة الدرجات، وعلينا أيها القراء الكرام أن نثبت ولا نظهر الجزع والضعف، فلا مجال للضعف والتواني في الشدائد والأزمات، والنبي صلى الله عليه وسلم مرت عليه مواقف عديدة قُتل فيها عدد من الصحابة بل من أقاربه رضي الله عنهم أجمعين.. فما زادته الشدائد إلا ثباتاً وصبراً على قضاء الله وقدره، فالعدو يطمع في ضعفنا وتفرقنا وهذا لن يجده أبداً إلا إذا شاب الغراب أو ولج الجمل في سم الخياط. شعب الإمارات معروف بشجاعته وبسالته، وها هم شبابنا يضربون أروع الأمثلة في الرجولة والقوة والثبات في المعارك والحروب والمسارعة للشهادة في سبيل الله، وعلينا أن نبرهن للعالم أجمع أننا نصبر ونثبت عند لقاء العدو، ولسنا أهل جزع عند المصائب والمحن. وعلينا أن نكون كلمة واحدة مع ولاة أمورنا، فنحن رهن إشارتهم، والبيعة في أعناقنا لهم، نبايعهم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، والتضحية في سبيل الله تحت راية ولاة أمرنا شرف والله لكل مواطن ومواطنة، ولن نترك المجال لأي مخذل أو مثبط، بل ستزيدنا الفتن تلاحماً على الحق بين الراعي والرعية، وتضامناً مع أهالي الشهداء الكرام. فيا أهالي الشهداء تعلمنا منكم الصبر والثبات، وضربتم أمثلة سيتحدث عنها التاريخ فأنتم أهل الإيمان بإذن الله، وأبناؤكم لهم الجزاء العظيم، وعلينا جميعاً أن نكثر من الدعاء لهم، فاللهم بلغهم منازل الشهداء، واجمعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وأقاربهم وأرحامهم على سرر متقابلين في أعلى عليين، اللهم انتقم من عدونا وعدهم يا قوي يا عزيز. [email protected]