السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رؤوس الجهال

إن اللـه عز وجل فاضَل بين عباده، فقال (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) .. واصطفی من هذه الأمة من يحمل العلم ويبلغه للناس وهم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، وأعني بقولي هذا العلماء الذين جعلهم اللـه المرجع للناس في معرفة أمور دينهم، فقال تعالی (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، ونحن ننعم وللـه الحمد بكثير من العلماء الصادقين والمتقين، ولكن ما يحصل اليوم من التطاول علی الفتوی والمسابقة عليها لهو أمر يؤذن بخطر عظيم. قد يفضي هذا التسابق إلی القول علی اللـه بغير علم، واللـه عز وجل حذر أشد التحذير وتوعد بأشد الوعيد لمن قال عليه بغير علم، بل جعل اللـه القول عليه بغير علم أخطر من الشرك به، قال تعالی (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). لننظر إلی حال السلف الصالح مع الفتوی، فهذا أبوبكر الصديق ـ رضي اللـه عنه ـ يسأل عن معنی «الأب» في قول اللـه تعالی (وفاكهة وأبّا) فيقول: أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا أنا قلت علی اللـه بغير علم. قارن حالهم مع حالنا اليوم ومع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تعج بالكثير من المفتين الوهميين، فخرج لنا جيل يفجر في المساجد والأبرياء من المعاهدين والمستأمنين، فعلينا كمسلمين أن نعرف ونتعرف إلی العلماء الأكفاء الذين يسلكون مسلك الوسط والاعتدال في المنهج القائم علی القرآن والسنة النبوية الشريفة. شامي يحيی السلامي