الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مشاعر متناقضة (2)

نستكمل ما تطرقنا إليه في زاوية الأمس حول المشاعر المتناقضة والمبالغ فيها، التي تغلف معظم ردود أفعالنا سواء بعد الفوز أو في حالات الخسارة، فعند الفوز تكون احتفالاتنا هستيرية لدرجة الجنون، وعند الخسارة فإن أحزاننا تتخطى حدود المنطق، ومعها ننسى كل شيء ولا نترك مساحة للذكريات الجميلة، ونمسح المدرب واللاعبين والاتحاد بجرة قلم، يحدث ذلك لمجرد خسارة مباراة أو جولة أو حتى بطولة، ونتناسى في لحظتها أننا نتعامل مع منظومة غريبة الأطوار ولعبة لا تخضع للمنطق، وبالتالي فمن يتعامل مع كرة القدم، يجب عليه أن يتذكر مرارتها وهو في قمة الفرح، ولكننا وللأسف الشديد لا نتذكر ذلك أبداً، فعند الفوز تتحول كل لحظاتنا لأفراح، وعند الخسارة يعتصرنا الحزن ويدفعنا للقسوة على أنفسنا، وعلى كل من كنا نصفهم قبل أيام بأجمل الألقاب، ونمتدحهم بأحلى العبارات. هكذا نحن وهذه هي الحقيقة وللأسف الشديد، ومهما حاولنا أن نتنصل منها أو أن نفندها، نجد أنفسنا نسقط فيها بعد أول موقف يحقق فيه المنتخب الفوز أو يتعرض فيه للخسارة، وما حدث في اليومين الماضيين بعد خسارة المنتخب أمام السعودية، مثال واقعي لحالة المشاعر المتناقضة التي تسيطر علينا. كلمة أخيرة: هل بالإمكان كبح جماح مشاعرنا المتناقضة في حب الوطن؟