الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رأفت «السَجَّان»

بعيداً عن سياسة السياسة وعن جهاز المخابرات الإسرائيلية، الذي اخترقه البطل المصري «رأفت الهجّان»، سأكتفي اليوم بأن الاسم «رَأْفَت» يطلق على الذكور، بينما الفعل «رَأَفَت» مُختص بالإناث، بما يدل على أن «الرأفة» إن حذفت حرف الراء في قلوبنا ستتحول إلى «الآفة» في حياتنا. من المعروف والمألوف لدى مئات الألوف، أن صلة القلب العطوف بين العاطف والمعطوف، باتت كالسر المكشوف، لا يحتاج إلى فيلسوف، ليخبرنا عن حلمنا الملهوف، لاحتضان أملنا الرؤوف، كلهفة الواصِف الشغوف بوصف الموصوف، حين نتسامح في حالات الخصام المأسوف، ونتغاضى عن التفاهم المنتوف، فنحرر الحديث المكتوف، وننقذ الجدال المجروف، لنحرك النقاش الموقوف، ونوقف الكلام المقصوف، ونصد الغل المقذوف، كي لا تصبح حواراتنا كالبندقية أو «الكلاشنكوف»، ولهذا بحثتُ عن بقية الحروف، فحدثتني ساخرةً: «تخيلي معي يا إيمانوف»! لو أن ينال الظلم المكفوف، الكثير من الكفوف، مع مراعاة الظروف، ليُسجن في أحد الكهوف، فيُقَص طغيانه المعقوف، ويُقطَّع بهتانه الملفوف، حول رقبته ثم يقدّم للضيوف، على صوت زغاريد نصرٍ ودفوف، ويا حبذا لو عزفنا القليل من موسيقى «رخمانينوف»! إن العطف كالمحيطات والبحار والخُلجان، والصبر كاللؤلؤ والياقوت والمرجان، فلا داعٍ للاستنكار والاستهجان، من أسرار السعادة وأسباب الأشجان، فالمقصود أن الرأفة وُجِدت في صدورنا بالمجان، ومن يحبسها صار هو السجين والسجّان. [email protected]