الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

من عند «مريجيب الفهود»

سنحت لي فرصة جميلة الأيام الماضية لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية؛ بلاد الشهامة والنشامى، وتخللت الرحلة وبشكل عرضي زيارة مخيم «مريجيب الفهود»، بمحافظة الزرقاء، على بعد نحو 85 كلم شمال شرقي العاصمة عمان؛ الذي صدرت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يحفظه الله، قبل ثلاث سنوات، بإقامته لإعانة وإغاثة أهلنا في سوريا المكلومة، وكلفت به طواقم خبيرة تابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وقامت بتنفيذه القوات المسلحة في الأردن، ويضم محطة تنقية، ومطابخ، ومدارس، ومساجد، وسوقاً تجارياً، وقاعات ترفيهية، ومواقف للسيارات، ومبنى لاحتضان ورعاية الأطفال الذين حضروا إلى الأردن بدون ذويهم. مريجيب الفهود؛ بدا لي مدينة وليس مخيماً؛ والحقيقة أن كلمة المخيم مجحفة جداً بحق الذي شاهدته من إيواء، وإطعام، وتعليم، وترفيه، ودعم مادي، وعلاج في مركز طبي متكامل، وبرامج تدريبية متطورة، ومتابعة حثيثة، لكل صغيرة وكبيرة من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، ورئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. مما أعجبني هناك أن المقيم في المخيم يأكل من عمل يده؛ من خلال ما يتقن من عمل يتقاضى عليه أجراً؛ سواء أكان في البناء، أو النجارة، أو الخياطة، أو الحلاقة، أو الحدادة، أو الخط أو غير ذلك من الحرف المختلفة .. هنا لن أتكلم كثيراً عن مسببات خروج كرام الناس في سوريا من دورهم، ومدنهم، فالكل يعرف المتسبب، ويعرف الأسباب، ولا يخفى على عاقل أن القمع، والملاحقات الأمنية، والاعتقالات التعسفية، وتحديات الانفلات الأمني، والتجنيد الإجباري من قبل التنظيمات المختلفة، وغير ذلك كفيل بأن يهرب الإنسان حتى من نفسه، قبل أن يهرب من بلده، ولن يرتاح الإنسان الحر إلا وهو يتوسد تراب وطنه، طال به الزمن أم قصر.. مخيم مريجيب الفهود امتداد إماراتي جميل، واستمرار لمسيرة الأعمال الخيرية والإنسانية التي تقدمها الدولة للناس جميعاً، ويعكس الأصالة، والقيم النبيلة التي يتحلى بها محبو الخير في هذه البلاد الطيبة، والأمل في الله كبير أن تثمر الجهود الإماراتية للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، طبقاً للمرجعيات الدولية وبناء على إرادة الشعب السوري العزيز. [email protected]