ماجد وتطوير الذات

كتب كثير من المعنيين عن الذات وكيفية تطويرها لإبراز أفضل الأعمال وإظهار حسن تجلياتها، فمن قائل إن التطوير يخلق من الإنسان في فطرته، ومن قائل إنه بالمران والخبرة والتعلم، وقائل ثالث يرى أن التطوير هو صقل تجارب الآخرين وتقلبها في إطار إيجابية الفرد الذي يسعى إلى الأحسن والأحسن. ولنضرب أمثلة على تلك المحاور الثلاثة التي طرحناها. 1- ماجد خلق في بيئة متعلمة، أبوه طبيب وأمه مهندسة، ويعيش في مدينة صاخبة تعج بالعلوم والمعارف والجامعات والمعاهد والأكاديميات ودور النشر وغيرها من الحراك العلمي والعملي إضافة للثقافي. حتماً حين يكبر ماجد ويخطو في مراحل الدراسة لا بد أن يندمج ويتأثر مع الحراك المجتمعي البيئي الذي يعيشه يومياً وكل حين. لذا من المؤكد عياناً وتجلياً أنه سيصبح مهندساً أو طبيباً أو أستاذاً أكاديمياً، وربما شاعراً أو فيلسوفاً أو كاتباً مرموقاً، كونه قد اعترك وتعايش في مجتمع تضافرت فيه شتى مضارب الحياة. ولذا فإن التطوير خلق مع ماجد جملة وتفصيلاً. 2- بالمران والخبرة والتعلم .. نعم لنبقَ في شخصية ماجد، هب أنه وجد في كنف أبوين يعملان موظفين، ماجد ينمو ويرى بأم عينيه التزام الأبوين في رعايته وتأمين حاجياته وبخاصة في تحصيله الدراسي.. فإن تلك الأمور دون شك تؤصل في نفسيته الالتزام بالمواعيد والبحث عن أدوات الخبرة واستثمار المران والتطلع إلى أفضل العلوم التي تناسب تحصيله العلمي، لهذا فإن نصيبه من الخبرة والتعلم يكون في منتهاه، ويجني ثماره عاجلاً أو آجلاً. إنها الفطرة التي تكون بالمران واكتساب المهارات وحيازة العلوم على اختلاف مشاربها. 3- صقل تجارب الآخرين: وها هو ماجد يستمر في تحصيله الدراسي، لكن الظروف لم تسعفه أن يكمل دراسته الجامعية، التحق بمعهد دبلوم إداري، ونظراً لشغفه بتحسين وتطوير الذات، ورفع معنويات الموظفين فإن الوظيفة التي التحق بها بعد تخرجه من المعهد مكنته من أن يخلق أجواء إيجابية مع الزملاء والمسؤولين والمراجعين، وأن ينمي قدراته العلمية ويستأنس في خبرة زملائه ممن سبقوه في هذا الميدان حتى تدرج وأصبح من كبار الموظفين الذين يشار إليهم بالبنان. نعم طور ذاته أولاً، ومن ثَم محيطه العملي، وأيضاً الجهة التي يعمل بها، واستحق أن يكون مثالاً إيجابياً في كيفية استثمار وصقل تجارب الآخرين. والخلاصة: نستشف أن تطوير الذات صفة إنسانية فطرية متأصلة في النفس التي تتوق إلى التطوير وإظهار أفضل الأعمال.