الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

وبين العيون .. لقاء

وفي صخب الزحام التقت أعيننا.. وتاه الكلام، ضاع في عينيكَ العمر، وقُتِل في عينيّ السلام، رأيتَ فيَّ الوطن منكسراً ورأيت في عينيك الحلم مقتولاً وطفلاً حزيناً يداوي الجرح منفرداً، رأيتَ في عينيّ الغرق، ورأيت في غرق عينيك الظلام. عن تلك الصُدف التي لا تتعدى الثواني، عن ملامح غريبة تآلفت أحزانها، عن الحكايات التي تُروى في الأحداق .. عن لمعة الحب فيها وغرق الحزن وتوهج الأحلام. ففي وسطِ الزحام لابد أن تتصادف الأحداق وتتواعد الأعين، فتُرثى الأحزان وتُنعى الأوطان وتنتشي الأمنيات وتحوم الأحلام .. وكأن العمر مقتصر على تلك الثواني. في كل عين تصادفها ألف حكاية وحكاية، ألف قصة ومعنى، مليون غصَّة وألف فرحة، سبعة انتصارات وثمانية أوجاع، عيون تعزف قصيدة، وتلك تروي كفاحاً، وأخرى تغزل نجاحاً وأماني تعلقت بالأجفان .. وأشخاص توسدوا الشطآن. صدقني في كل عين تلقاها قصة .. وجع .. وألف فصلٍ من رواية. فكّر بآلاف القصص التي تمرّ عليك يومياً .. عينان تشكوان الفقد.. وغيرهما ترقصان الحب .. وتلك حالمة .. وأخرى غارقة. اعتد على طبطبة العيون في اللقاء.. هوّن على عينيك باللقاء .. لستَ وحيداً في وجعِك، في حُلمِك.. في فقدِك .. وحتى أمانيك، بل تلك العيون وُجِدت لتشاركك الشقاء، تحكيك الفرح .. والعناء .. تطبطب فيك الشوق .. وتسقي مروج العطاء.