الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لا تظلمن الرجل معشرَ النساء!

«تعددت علاقات زوجي»، «زوجي يخون ويخون»، «زوجي تزوج ثلاثاً غيري»، «أعين الرجال العرب غير وفية»، «تجملت وتزينت ولم أجد فائدة» .. «لماذا لا يكتفون بنا»! جملةٌ من الشكاوى اعتدنا على سماعها من النساء، عادةً ما تليها عبارات حسرة، على رأسها عبارة اشتهرت بينهن: «لماذا ليسوا كالأزواج الأجانب! ترى كلاً منهم متأبطاً ذراع زوجته بكل حبٍ وسعادة إلى أن يتخطى أحدهم المئة سنة وأكثر»! لا تعلم هاته النسوة أنهن (الداء والدواء)، هن من يفرقن بين الذكر والأنثى منذ أول يومٍ لكل منهما على الأرض، فما إن يبدأ أحدهما بأول خطواتٍ له في المشي إلا وتغيرت حياته، فجأةً تصبح هي (بنتاً) ويصبح هو (ولداً)، «هي»، وبحكم العرف والتقاليد، لا شريعة الرحمن الرحيم، تؤول حياتها إلى (حرام) و(عيب) إلا في ما ندر، وذات الأعراف تلك تعطي له «هو» إشارةً خضراء للانطلاق إلى كل ما هو محرمٌ من الله! نبدأ بتغطية البنت، لا غطاء حشمة، فالحشمة للذكر والأنثى، لكنه غطاء خجل من (عوراتها)! ثم تأتي امرأة لتخطبها لابنها فتتفحصها وتعاينها، وتعرض مواصفتها الجسدية على الابن مع صورة أحياناً، وكأنها تعرض عليه سلعة، لا روحاً مثله. (البنت) في المنزل تتعلم الخدمة، لتكونَ نافعةً لزوجها، بينما هو يتعلم أن يبقى ملكاً يُخدم. لمَ النواح إذاً نساء العرب، ألستن من أعددن الرجال لذلك، لن يكونوا كالزوج الأجنبي، ما لم تفهمن آية الله عز وجل «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» ثم تأخذن بها، الأم الأجنبية طبقت ذلك في تربيتها لـ (ولدها) و(بنتها)، ساوت بينهما وجعلت حسن العمل ورقي الروح ميزاناً للتفاضل بينهما لا الجسد، فنشؤوا في بيئةٍ يحترمون فيها الإنجازات والأعمال، لا الصنف البشري! تحيةً لكل أب وأمٍ لم يفرقوا بين ذكرٍ وأنثى في الحقوق والواجبات. تردن أزواجاً مخلصين أوفياء؟ تردن احتراماً، تقديراً ومساواة؟ وتردن أن يكتفي الرجال بكن؟ إذاً ربِّين أولادكن الذين هم أزواج المستقبل على ذلك قبل أن تظلموا الرجل! [email protected]