الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أسرة واعية .. مجتمع متماسك بمبادرة أم الإمارات

أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ـ أم الإمارات ـ رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، المبادرة الاستراتيجية الجديدة لمؤسسة التنمية الأسرية المتمثلة في «مجلس الأسرة الاجتماعي» تحت شعار «أسرة واعية .. مجتمع متماسك». ودعت سموها جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات وأفراد المجتمع في إمارات الدولة كافة إلى ضرورة احتواء الأبناء ورعايتهم والاستماع إليهم وتقنين استخدامهم للوسائل التكنولوجية الحديثة، بخاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي شغلت الأبناء وأصبح خطرها واضحاً عليهم عبر تعاطيهم لها وارتباطهم الدائم بها، ما أخل بعلاقاتهم الأسرية وأضر بعقول بعضهم ورؤاهم وتوجهاتهم الفكرية. وطالبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لدى ترؤسها الاجتماع الثاني لسموها مع الإدارة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية، ضمن أجندة اجتماعات سموها السنوية للعام 2015، جميع المسؤولين في إمارات الدولة دون استثناء بتبني البرامج والمشاريع والاستراتيجيات التي تعزز دور الأسرة في المجتمع وتعضد العلاقة بين الأبناء وأسرهم، مسترشدين في ذلك بمنظومة القيم والعادات والتقاليد «والسنع والمعاني» الإماراتية، تلك العادات التي نشأ عليها أجدادهم وآباؤهم وكانت تمثل بالنسبة لهم صمام الأمان والمعلم الأول الذي تشربوا منه القيم النبيلة التي جعلت منهم رجالاً ونساء يشار إلى نجاحاتهم بالبنان وتضرب «بمعانيهم» الأمثال. وأفادت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «إننا نعيش في الإمارات كأسرة واحدة والبيت فيها متوحد بفضل من الله تعالى ثم جهود القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وأولياء عهودهم الكرام حفظهم الله جميعاً». كما طالبت أم الإمارات جميع الأسر بضرورة غرس القيم والمبادئ في نفوس أبنائها، ودعت الأمهات في إمارات الدولة دون استثناء إلى تبني الأساليب التربوية الأصيلة في تنشئة الأجيال، تلك الأساليب التي نشأن عليها والتي كانت ترتكز على احتواء الأبناء والحرص عليهم ومتابعتهم والجلوس معهم والاستماع إليهم وعدم تركهم ضحايا للمؤثرات الخارجية التي قد تأخذهم بعيداً عن المنزل، وتلهيهم عن مستقبلهم الذي هو مستقبل وطنهم الذي يتطلب منهم الكثير من البذل والجهد والعطاء. وأشارت إلى خطورة ترك الأبناء كل الوقت برفقة هواتفهم النقالة وأجهزتهم الكمبيوترية ووسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تعرضهم لخطورة الجهل بمنهجية التعامل معها ومع الآخرين الذين يحاورونهم ويأخذون عقولهم إلى مواقع الخطر عليهم وعلى أنفسهم وأوطانهم. وأكدت سموها ضرورة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وفق القوانين المرعية وأهمية أن يكون الأبناء على اطلاع دائم على مستجداتها، غير أن ذلك لا يعني أن تغفل عنهم الأسرة ممثلة في الوالدين اللذين يجب عليهما حمايتهم الحماية الحقيقية المتمثلة في درء الخطر الفكري القادم عن نفوسهم وعقولهم، وذلك بمد جسور التواصل والحوار مع الأبناء كي لا يبحثوا عنه خارج المنزل. وتأتي مبادرة مجلس الأسرة الاجتماعي في إطار سعي مؤسسة التنمية الأسرية للارتقاء بالأسرة وتعزيز أواصر العلاقة بين أفرادها، إذ قامت المؤسسة قبل إطلاق المبادرة في عام 2014، وبشراكة منهجية مع الجهات ذات العلاقة بقضايا الأسرة في أبوظبي، بتحليل استراتيجي لدراسة واقع الأسرة في الإمارة وتوجهاتها المستقبلية من أجل تحديد أولويات القضايا والتحديات التي تواجه الأسرة كموجهات أساسية لبناء سياسات اجتماعية موجهة للأسرة تهدف إلى تهيئة بيئة اجتماعية تضمن بناء أسرة آمنة مستقرة فاعلة في المجتمع يتمتع أفرادها بكامل حقوقهم، ومتمكنة من الاضطلاع بأدوارها وتطوير وظائفها بصورة إيجابية منفتحة على الحضارات وقادرة على التفاعل مع متغيرات العصر.