الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

روح رياضية

جميل أن نشجع الرياضة والحركة والتدريب، لكن أجمل من ذلك أن نكون رياضيين ومن أصحاب الحركة وممن يؤدون التمارين الرياضية ولديهم جدول يومي أو أسبوعي للرياضة. الرياضة قبل أن تكون لعباً وفناً، فهي وسيلة للاحتفاظ بالصحة والعافية، «فالعقل السليم في الجسم السليم» كما قيل. الرياضة بشكل عام وعلى وجه الخصوص كرة القدم أصبحت دخيلة في كل مجالات الحياة من التجارة والسياحة والعمران والفن والتاريخ والسياسة وغيرها من المجالات والعلوم المختلفة كعلم السلوك البشري وعلم التغذية و... والرياضة أصبحت وسيطاً وسفيراً بين الدول المختلفة وتلعب دوراً في القرارات السياسية. لكن مع كل هذه التطورات التي حصلت في عالم الرياضة والاستقبال الوفير من قبل الناس على تشجيع الرياضة. علينا ألا ننسى الهدف من الرياضة ألا وهو الصحة البدنية والعقلية التي يكسبها الإنسان من وراء الرياضة، ولا يقتصر دورنا فقط على التشجيع، بل أبعد من ذلك وألا يكون التشجيع على حساب الأخلاق والاحترام، والانحياز والتعصب لفريق ما على حساب صحتنا بالعصبية والتوتر والاعتداء على الآخرين بالسب والشتم والضرر أو تخريب الممتلكات والمرافق العامة. الأصل في الرياضة أن نتحلى بروح رياضية ونقبل النتيجة بأي حال من الأحوال سواء الفوز أو الخسارة، نحب للآخرين كما نحب لأنفسنا كما يأمر ديننا، «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبّ لِنَفْسِهِ» (متفق عليه). نبارك لهم في حالة فوزهم ونشد على أيديهم إذا خسروا ونتمنى لهم التوفيق في المرات المقبلة، فما هي الرياضة إلا سبب لتوحيد العلاقات بين الشعوب والأفراد والتعارف فيما بينهم (وجعلناكم شعوباً قبائل لتعارفوا..) الحجرات 13. كثير من الدول حققت مكاسب من خلال الرياضة كدول أمريكا اللاتينية - التي ربما نحن العرب لم تتم معرفتنا بالبرازيل والأرجنتين وبعض دول أخرى - إلا عن طريق الكرة وسمعتها في عالم الرياضة قبل أن تكسب سمعة صناعية أو سياسية أو تجارية. فلنكن رياضيين بمعنى الكلمة حتى نكون خير سفراء لبلدنا وأمتنا، وكم هو جميل أن تصافح خصمك الرياضي وتقابله بأخلاق حسنة ووجه بشوش ليعلم أن من يقابله واثق من نفسه ومن أدائه ويحمل في داخله مبادئ قيمة وعزيمة راسخة، والأجمل من هذا أن نحترم النتيجة، وفي حالة الخسارة ندرس عيوبنا وسلبياتنا التي أدت إلى خسارتنا بكل أريحية ومن غير كدر أو ضغينة. ممارستنا للرياضة وتشجيعنا لها لابد أن يكون مبنياً على مبادئنا ووفقاً لقيمنا الحميدة والأصيلة وديننا الحنيف الذي يأمرنا بكل خير والابتعاد عن كل سوء وشر. وجميل أن تكون لنا مدرسة خاصة بنا في الرياضة لنعلم أطفالنا وشبابنا القيم والمبادئ التربية الرياضية قبل تعليم الرياضة، لأن من تربى على أسس الرياضة يستطيع أن يتعلم الرياضة بكل سهولة وبإتقان أكثر لأنه يعرف الهدف من الرياضة. دمتم رياضيين وروحكم رياضية.