الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ارقَ بمعلمك (3)

حين تَلَقّى المعلم من بعض فئات المجتمع، ممارسات خاطئة، قيل إنها من باب المداعبة، ثم تحولتْ لسخرية، ثم لإهانات، وقنوات الإعلام تداولتها، ومدارس المشاغبين خير دليل، ووسائل التواصل الاجتماعي؛ برسائلها، ضده، نسجوا حول أقمارنا خسوفاً يعلم الله متى ينقشع غشاؤها؟! هي ليستْ مبالغة لأن معاناة المعلم انتقلت من الهزل إلى الواقع، وموقف أحد موظفي مؤسسة يوضح ذلك، فقد أخبرني مرة باعتراضه عن الجلوس مع معلمين في جلسة عصف ذهني؛ لماذا؟! لأنهم أصحاب مشاكل، وضمور فكر، وكثرة كلام! هذا رأيه في كل معلم بالتأكيد، فمن أين أتى بالحكم! ومثله كُثر؟! ووصفهم بضعف مهارة التحاور، وبالشراهة وحب الأكل، والغيبة والنميمة، وصفات لا تليق بمربي الأجيال! .. وأنت الآن ماذا تفعل؟ أتَذْكرُ محاسن الموتى والأحياء من المعلمين، في العالم! أليس كل مؤسسات المجتمع لديهم مقاهٍ للأكل والشرب؟ ويتندرون على مديريهم، والأدهى والأمر؛ عندما يكتشف مسؤول الموارد البشرية، أن المتقدم للوظيفة، كان يعمل معلماً، تقوم الدنيا ولا تقعد: لا يوجد وظيفة لك، فجوابه حاضر؛ فأنت تربوي مكانك في المدرسة، ونحن نبحث عن الكفاءة، فقرر ذلك بلا مقابلة! عفواً، لا تقنعني بأن كل موظفي مؤسساتكم الموقرة، يعملون بما تخصصوا به في الجامعات؟ وإن رجعنا إليك، قد لا يكون مؤهلك مناسب لتوصيف وظيفتك، ولا يرشحك أن تكون من الموظفين النخبويين؟ واعلم بأن أصعب جهة يتم تدريبها فئة المعلمين؛ لأنهم هم النخبويون، من ذوي الكفاءة العلمية؛ وخبرتهم متجددة، ومبادرون في البحث عن المعرفة، ليواجهوا بها طلاب اليوم، يطورون مهاراتهم بأنفسهم، وليسوا عالة على جهات التدريب مثلكم، ولا يعجزهم مؤهل اللغة، فيمتلك المعلمون اللغتين: الهوية الأم ومخدومتها، ولتكن مبادراً، حين تقول نريد الدماء الشابة، ابدأها بنفسك واترك المجال لغيرك. فلماذا يلاقي المعلم ما يلقاه، من له المصلحة في الإساءة إليه، من المستفيد من تقاعس أبناء مجتمعاتنا عن العلم؟ لم لا يكون السواد الأعظم من الطلبة متميزين؟ والتعويل على احترام المعلم؛ تخيل إذا دُعي المعلمون لمحافل الشرف؟ وارتقوا بهم في الصفوف المتقدمة، كما يُشرَّف الآخرون.. عندما يُرى كيف تعلي النخب في مجتمعاتنا من مقام المعلم وتشرّفه، فهل ستخجل هذه المجتمعات من موقفها تجاهه، وهل سيوقر الطلاب المعلم، وهل سيقف عندها الجميع للمعلم تبجيلاً؟ [email protected]